responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تلبيس إبليس المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 213
كانت هكذا فكيف لو رأوا هذه وكان الْحَسَن البصري يَقُول ليس الدف من سنة المرسلين في شيء وقال أَبُو عُبَيْد القاسم بْن سلام من ذهب به إِلَى الصوفية فهو خطأ فِي التأويل عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإنما معناه عندنا إعلان النكاح واضطراب الصوت والذكر فِي الناس.
قَالَ المصنف رحمه اللَّه: قلت ولو حمل عَلَى الدف حقيقة عَلَى أنه قد قَالَ أحمد بن جنبل أرجوا أن لا يكون بالدف بأس فِي العرس ونحوه وأكره الطبل أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن عَلِيٍّ المقري نا نصر بْن أحمد بْن النظر نا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن عُبَيْد اللَّه المؤدب ثنا الْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيلَ المحاملي ثنا عُبَيْد اللَّه بْن جرير بْن جبلة ثنا عُمَر بْن مرزوق ثنا زهير عن أبي اسحق عَنْ عامر بْن سَعْد الجبلي قَالَ طلبت ثابت بْن سَعْد وكان بدريا فوجدته فِي عرس لَهُ قَالَ وإذا جوار يغنين ويضربن بالدفوف فقلت ألا تنهي عَنْ هَذَا قَالَ لا إن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَخَّصَ لَنَا فِي هَذَا أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن عَلِيٍّ نا جدي أَبُو منصور مُحَمَّد بْن أحمد الخياط نا عَبْدُ الملك بْن بشران ثنا أَبُو علي أحمد بْن الفضل بْن خزيمة ثنا أَحْمَد بْن القاسم الطائي ثنا ابْنُ سهم ثنا عِيسَى بْن يُونُس عَنْ خالد بْن إلياس عَنْ ربيعة بْن أبي عَبْد الرَّحْمَنِ عَنْ القاسم عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَظْهِرُوا النِّكَاحَ وَاضْرِبُوا عَلَيْهِ بِالْغرْبَالِ يَعْنِي الدُّفَّ.
قال المصنف رحمه اللَّه: وكل مَا احتجوا به لا يجوز أن يستدل به عَلَى جواز هَذَا الغناء المعروف المؤثر فِي الطباع وَقَد احتج لهن أقوام مفتونون بحب التصوف بما لا حجة فيه فمنهم أَبُو نعيم الأصفهاني فانه قَالَ كان البراء بْن مالك يميل إِلَى السماع ويستلذ بالترنم.
قَالَ المصنف رحمه اللَّه: وإنما ذكر أَبُو نعيم هَذَا عَنِ البراء لأنه روى عنه أنه استلقى يوما فترنم فانظر إِلَى هَذَا الاحتجاج البارد فَإِن الإنسان لا يخلو من أن يترنم فأين الترنم من السماع للغناء المطرب وقد استدل لهم مُحَمَّد بْن طاهر بأشياء لولا أن يعثر عَلَى مثلها جاهل فيغتر لم يصلح ذكرها لأنها ليست بشيء فمنها أنه قَالَ فِي كتابه باب الاقتراح عَلَى القوال والسنة فيه فجعل الاقتراح عَلَى القوال سنة واستدل بما روى عمرو بْن الشريد عَنْ أبيه قَالَ استنشدني رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من شعر أمية فأخذ يقول هي هي حتى أنشدته مائة قافية وقال ابْن طاهر باب الدليل عَلَى استماع الغزل قَالَ العجاج سألت أبا هريرة رَضِيَ اللَّهُ عنه طاف الخيالات فهاجا سقما فَقَالَ أَبُو هريرة رَضِيَ اللَّهُ عنه كان ينشد مثل هَذَا بين يدي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال المصنف رحمه اللَّه: فانظر إِلَى احتجاج ابْن طاهر مَا أعجبه كيف يحتج عَلَى جواز الغناء

اسم الکتاب : تلبيس إبليس المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 213
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست