اسم الکتاب : تلبيس إبليس المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 178
بَكْرِ بْنُ أبي الدنيا ثنا أَحْمَد بْن سَعِيد قَالَ سمعت النَّضْر بْن شميل يَقُول قلت لبعض الصوفية تبيع جبتك الصوف فَقَالَ إذا باع الصياد شبكته بأي شيء يصطاد.
قال أَبُو جَعْفَر بْن جرير الطَّبَرِيّ ولقد أخطأ من آثر لباس الشعر والصوف عَلَى لباس القطن والكتان مَعَ وجود السبيل إليه من حله ومن أكل البقول والعدس واختاره عَلَى خبز البر ومن ترك أكل اللحم خوفا من عارض شهوة النساء.
فصل: قال المصنف: وَقَدْ كان السلف يلبسون الثياب المتوسطة لا المرتفعة ولا الدون ويتخيرون أجودها للجمعة والعيدين ولقاء الإخوان ولم يكن غير الأجود عندهم قبيحا وَقَدْ أخرج مسلم فِي صحيحه من حديث عُمَر بْن الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنه أنه رأى حلة سيراء تباع عند باب المسجد فَقَالَ لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لو اشتريتها ليوم الجمعة وللوفود إذا قدموا عليك فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنما يلبس هذه من لا خلاق لَهُ فِي الآخرة" فما أنكر عَلَيْهِ ذكر التجمل بِهَا وإنما أنكر عَلَيْهِ لكونها حريرا.
قَالَ المصنف رحمه اللَّه: وَقَدْ ذكرنا عَنْ أبي العالية أنه قَالَ كان المسلمون إذا تزاوروا تجملوا أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بن عبد الباقي أنبأ نا الْحَسَن بْن عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيّ نا أَبُو عُمَر بْن حياة نا أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفٍ نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفهم ثنا مُحَمَّدُ بْن سَعْد نا إسماعيل بْن إِبْرَاهِيم الأسدي عَنِ ابْن عون عَنْ مُحَمَّد قَالَ كان المهاجرون والأنصار يلبسون لباسا مرتفعا وَقَد اشترى تميم الداري حلة بألف ولكنه كان يصلي بِهَا قال ابْن سَعْد وأَخْبَرَنَا عفان ثنا حماد بْن زيد ثنا أيوب عَنْ مُحَمَّد ابْن سيرين أن تميما الداري اشترى حلة بألف درهم وكان يقوم فيها بالليل إِلَى صلاته قَالَ وَحَدَّثَنَا عفان قَالَ حَدَّثَنَا حماد بْن سلمة عَنْ ثابت أن تميما الداري كانت لَهُ حلة قد ابتاعها بألف كان يلبسها الليلة التي ترجى فيها ليلة القدر وأَخْبَرَنَا الفضل بْن دكين ثنا همام عَنْ قتادة أن ابْن سيرين أخبره أن تميما الداري اشترى رداء بألف فكان يصلي بأصحابه فيه.
قَالَ المصنف رحمه اللَّه قلت: وَقَدْ كان ابْن مسعود من أجود الناس ثوبا وأطيبهم ريحا وكان الْحَسَن البصري يلبس الثياب الجياد قَالَ كلثوم بْن جوشن خرج الْحَسَن وعليه جبة يمنية ورداء يمني فنظر إليه فرقد فَقَالَ يا أستاذ لا ينبغي لمثلك أن يكون هكذا فَقَالَ الْحَسَن يا ابْن أم فرقد أما علمت أن أكثر أصحاب النار أصحاب الأكسية وكان مالك بْن أنس يلبس الثياب العدنية الجياد وكان ثوب أَحْمَد بْن حنبل يشتري بنحو الدينار وَقَدْ كانوا يؤثرون البذاذة إِلَى حد
اسم الکتاب : تلبيس إبليس المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 178