اسم الکتاب : تلبيس إبليس المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 150
تلقفها بعضهم عَنْ بعض ودونوها وَقَدْ سموها بالعلم الباطن والحديث بإسناد إِلَى أبي يعقوب اسحق بْن حية قَالَ سمعت أَحْمَد بْن حنبل وَقَدْ سئل عَن الوساوس والخطرات فَقَالَ مَا تكلم فيها الصحابة ولا التابعون.
قَالَ المصنف وَقَدْ روينا فِي أول كتابنا هَذَا عَنْ ذي النون نحو هَذَا وروينا عَن أحمد بْن حنبل أنه سمع كلام الحارث المحاسبي فَقَالَ لصاحب لَهُ لا أرى لك أن تجالسهم وعن سَعِيد بْن عمرو البردعي قَالَ شهدت أبا زرعة وسئل عَن الحارث المحاسبي وكتبه فَقَالَ للسائل إياك وهذه الكتب هذه الكتب كتب بدع وضلالات عليك بالأثر فإنك تجد فيه مَا يغنيك عَنْ هذه الكتب قيل لَهُ فِي هذه الكتب عبرة قَالَ من لم يكن لَهُ فِي كتاب اللَّه عز وجل عبرة فليس لَهُ فِي هذه الكتب عبرة بلغكم أن مالك بْن أنس وسفيان الثوري والأوزاعي والأئمة المتقدمة صنفوا هذه الكتب فِي الخطرات والوساوس وهذه الأشياء هؤلاء قوم خالفوا أهل العلم يأتوننا مرة بالحارث المحاسبي ومرة بعبد الرحيم الدبيلي ومرة بحاتم الأصم ومرة بشقيق ثم قَالَ مَا أسرع الناس إِلَى البدع.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْدِ الباقي نا أَبُو مُحَمَّد رزق اللَّه بْن عَبْدِ الْوَهَّاب التميمي عَنْ أبي عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي قَالَ أول من تكلم فِي بلدته فِي ترتيب الأحوال ومقامات أهل الولاية ذو النون المصري فأنكر عَلَيْهِ ذلك عَبْد اللَّهِ بْن عَبْدِ الحكم وكان رئيس مصر وكان يذهب مذهب مالك وهجره لذلك علماء مصر لما شاع خبره أنه أحدث علما لم يتكلم فيه السلف حتى رموه بالزندقة قَالَ السلمي وأخرج أَبُو سُلَيْمَان الداراني من دمشق وقالوا أنه يزعم أنه يرى الملائكة وأنهم يكلمونه وشهد قوم عَلَى أَحْمَد بْن أبي الحواري أنه يفضل الأولياء عَلَى الأنبياء فهرب من دمشق إِلَى مكة وأنكر أهل بسطام عَلَى أبي يَزِيد البسطامي مَا كان يَقُول حتى أنه ذكر للحسين بْن عِيسَى أنه يَقُول لي معراج كَمَا كان للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معراج فأخرجوه من بسطام وأقام بمكة سنتين ثم رجع إِلَى جرجان فأقام بِهَا إِلَى أن مات الْحُسَيْن بْن عِيسَى ثم رجع إِلَى بسطام قَالَ السلمي وحكى رجل عَنْ سَهْل بْن عَبْدِ اللَّهِ التستري أنه يَقُول إن الملائكة والجن والشياطين يحضرونه وإنه يتكلم عليهم فأنكر ذلك عَلَيْهِ العوام حتى نسبوه إِلَى القبائح فخرج إِلَى البصرة فمات بِهَا قال السلمي وتكلم الحارث المحاسبي فِي شيء من الكلام والصفات فهجروه أَحْمَد بْن حنبل فاختفى إِلَى أن مات.
اسم الکتاب : تلبيس إبليس المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 150