responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تسلية أهل المصائب المؤلف : المنبجي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 244
قليلاً منعت طويلاً، وما حصلت للعبد فيها سروراً إلا خبأت له أضعاف ذلك شروراً.
قال ابن مسعود: لكل فرحة ترحة وما ملىء بيت فر حاً إلا ملىء ترحاً.
قال ابن سيرين: ما من ضحك إلا يكون بعده بكاء.
وقالت هند بنت النعمان: لقد رأيتنا، ونحن من أعز الناس، وأشدهم ملكاً، ثم لم تغب الشمس، حتى رأيتنا ونحن أذل الناس، وإنه حق على الله عز وجل، أن لا يملأ داراً حبرة، إلا ملأه عبرة.
وسألها رجل أن تحدثه عن أمرها، فقالت أصبحنا ذات صباح، وما في العرب أحد إلا يرجونا، ثم أمسينا، وما في العرب أحد إلا يرحمنا.
وبكت أختها حرقة بنت النعمان يوماً وهي في عزها، فقيل لها: ما يبكيك؟ فذكر أنها قالت: رأيت كثرة أهلي وسرورهم، وقلما املأت دار سروراً إلا املأت حزناً.
قال إسحاق بن طلحة: دخلت عليها يوماً فقلت لها: كيف رأيت عبرات الملوك؟ فقالت: ما نحن فيه اليوم خير مما كنا فيه بالأمس، إنا نجد في الكتب: أنه ليس من أهل بيت يعيشون في حبرة إلا سيعقبون بعدها عبرة، وإن الدهر لم يظهر لقوم بيوم يحبونه إلا بطن لهم بيوم يكرهونه، ثم قالت:
فبينا نسوس الناس، والمر أمرنا ...
... إذ نحن فيهم سوقة نتنصف
فأف لدنيا، لا يدوم نعيمها ... تقلب تارات بنا أو تصرف
«وفي الحديث مرفوعاً: ما مثلي ومثل الدنيا، إلا كراكب سار في يوم صائف، فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار، ثم راح وتركها» .
رواه ابن أبي الدنيا
وروى أيضاً: قال عيسى عليه السلام: ويل لصاحب الدنيا، كيف يموت ويتركها؟ يأمنها وتغره، ويثق بها وتخذله، ويل للمغترين، كيف أرقهم ما يكرهون، وفارقهم ما يحبون، وجاءهم ما يوعدون، ويل لمن الدنيا همته، والخطايه عمله، كيف يفتضح غدا بذنبه؟ !
وروى ابن أبي الدنيا بإسناده، عن وهب بن منبه، قال عيسى عليه السلام: بحق أقول لكم، كما ينظر المريض إلى طيب الطعام ولا يلتذ من شدة الوجع، كذلك

اسم الکتاب : تسلية أهل المصائب المؤلف : المنبجي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 244
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست