اسم الکتاب : تسلية أهل المصائب المؤلف : المنبجي، شمس الدين الجزء : 1 صفحة : 227
وروى البخاري ومسلم «من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الشهداء خمس: المطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله» .
قال العلامة اسماعيل التيمي الأصبهاني ـ مفسراً الحديث ـ قال: المطعون: الذي أصابه الطاعون، والمبطون الذي أصابه علة البطن.
انتهى.
وقال غيره من العلماء: للناس في تفسير علة البطن ثلاثة أقوال: أحدهما: أنه الذي يموت بالاستسقاء.
والثاني: الذي يموت بالمغص الشديد ـ وهو الذي يسمونه القولنج ـ وهو مرض معروف.
والثالث: الذي يموت بالاسهال.
انتهى كلامه.
قلت: والقول الثالث هو الراجح عند أكثر أهل العلم، وبعضهم لم يحك غيره، ويحتمل ـ والله أعلم ـ أن الشهادة تعم الثلاثة أصناف المذكورة، وهو أبلغ في الكرم وسعة الفضل، والله أعلم.
ومما يؤيد هذا الاحتمال ما روى ابن حبان في صحيحه.
«من حديث سليمان بن مراد وخالد بن عرفطة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قتله بطنه لم يعذب في قبره» .
«وعن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قتل دون ماله فهو شهيد» .
رواه البخاري
وروى أبو داود، والترمذي، والنسائي واللفظ له، «من حديث سعيد ابن زيد ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قيل دون أهله فهو شهيد» .
وروى النسائي مفرداً، «من حديث سويد بن مقرن ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قتل دون مظلمته فهو شهيد» .
وروى الإمام أحمد، «من حديث ابن لهيعة، عن خالد بن أبي زيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن إبراهيم بن عبد الله بن رفاعة، أن أبا محمد أخبره ـ وكان من أصحاب ابن مسعود ـ حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه ذكر عنده الشهداء، قال: إن أكثر شهداء أمتي أصحاب الفرش ورب قتيل بين الصفين الله أعلم بنيته» .
«وروينا في خبر ابن عرفة مرفوعاً: أن الموت كفارة لكل مسلم» .
اسم الکتاب : تسلية أهل المصائب المؤلف : المنبجي، شمس الدين الجزء : 1 صفحة : 227