responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تسلية أهل المصائب المؤلف : المنبجي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 144
أحدهما: قبل الشروع في العبادات، بتصحيح النية والإخلاص، وعقد العزم على توفية المأمور به وتجنب دواعي الرياء والسمعة.
والحالة الثانية: الصبر حال العمل، فيلازم الصبر، عند دواعي التقصير فيه والتفريط، ويلازم على استصحاب ذكر النية وحضور القلب بين يدي المعبود، وهو محتاج إلى الصبر توفية أركانها وشروطها وواجباتها وسننها.
والحالة الثالثة: الصبر بعد الفراغ من العمل، فيحذر من الإتيان بما يبطله، كما قال قال تعالى: {لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى} ، فالصبر على محافظتها بعد الفراغ أنفع ما للعبد.
هذا معنى ما ذكره الشيخ الإسلام ابن تيمية.
وقال العلامة ابن اليقيم: وكل ما يلقى العبد في هذه الدار لا يخلو من نوعين:
أحدهما ـ موافق هواه ومراده.
والثاني ـ يخالفه، وهو محتاج إلى الصبر في كل منهما.
أما النوع الموافق لغرضه فكالصحة والسلامة والجاه والمال وأنواع الملاذ المباحة.
وهو أحوج شيء إلى الصبر فيهامن وجوه:
أحدهما ـ أن لا يركن إليها، ولا يغتر بها، ولا يحمله عليه البطر والأشر والفرح المذموم الذي لا يحب الله أهله.
الثاني ـ أن لا ينهمك في نيلها، ولا يبالغ في استقصائها، فإنها تنقلب إلى أضدادها، فمن يبالغ في الأكل والشرب والجماع، انقلب ذلك ضده، وحرم الأكل والشرب والجماع.
الثالث ـأن يصبر على أداء حق الله فيها، ولا يضيعه، فيسلبها.
الرابع ـ أن يصبر عن صرفها في الحرام، فلا يمكن نفسه من كل ما تريده منها، فإنها توقعه في الحرام، فإذا احترز أوقعته في المكروه، ولا يصبر على السراء إلا الصديقون.

اسم الکتاب : تسلية أهل المصائب المؤلف : المنبجي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 144
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست