اسم الکتاب : تسلية الأعمى عن بلية العمى المؤلف : القاري، الملا على الجزء : 1 صفحة : 35
وإشارة إلى أن فاقد عين واحدة من نظره، ومن ضعف بعض بصره، مثاب على قدر الابتلاء، وحينئذ فإن الأجر على قدر الصبر، وعلو الدرجة على قدر المشقة[1].
وهنها حديث: يقول الله تعالى: "من أذهبت حبيبتيه فصبر، واحتسب، لم أرض له ثوابا دون الجنة"، رواه البيهقي[2] عن أبي هريرة رضي الله عنه.
ومنها حديث يقول الله تعالى: "يا ابن آدم إذا أخذت كريمتيك فصبرت، واحتسبت عند الصدمة الأولى[3]، لم أرض لك ثوابا دون [1] فيض القدير 3/566. [2] في شعب الإيمان/ باب الصبر على المصائب 7/193 رقم (9965) .
ورواه أيضا: أحمد في المسند 2/265، والترمذي في أبواب الزهد/ باب ما جاء في ذهاب البصر 4/28 رقم (2511) وتال: هذا حديث حسن صحيح، وهناد بن السري في كناب الزهد/ باب الصبر على البلاء 2/231، رقم (2798) ، والنسائى في كتاب التفسير 6/445، رقم (11446) ، والدا رمي في كتاب الرقائق/ باب فيمن ذهب بصره 2/ 231، رقم (2798) ، وابن حبان/ كتاب الجنائز7/195، رقم (2932) ، والهيثمي في مجمع البحرين 350/2، رقم (1177) . [3] قال الخطابي: يريد أن الصبر المحمود المأجور عليه صاحبه هو ما كان
عند مفاجأة المصيبة، وهي الصدمة الأولى دون ما بعدها، فإنه إذا طالت الأيام عليها وقع السلو، وصار الصبر حينئذ طبعا فلم يكن للأجر موضع.
ثم نقل عن البعض أنه قال: إن الإنسان لا يؤجر على شيء من المصائب التي تناله في نفسه من مرض أو موت حميم، ورزء مال، لأجل ذوات هذه الأمور، فإن جميع ذلك طبع وجبلة، ولا صنع للإنسان فيه، وقد يصيب الكافر مثل ما يصيب المسلم، إنما يؤجر الإنسان على نيته واحتسابه الأجر فيها، وتلقي الأمر في ذلك بالرضا وجميل الصبر. انتهى. انظر: أعلام الحديث للخطابي 1/690، شرح السنة 5/448، فتح الباري 3/149-150.
اسم الکتاب : تسلية الأعمى عن بلية العمى المؤلف : القاري، الملا على الجزء : 1 صفحة : 35