اسم الکتاب : تدريس القرآن الكريم في السجون ودور الملاحظة الاجتماعية المؤلف : محمد حبيب أحمد مختار الجزء : 1 صفحة : 19
وأما عند اليونانيين فقد عرف السجن عندهم بقوته وإعداده لكل خارج عن نمطهم المألوف، وقد سجن سقراط لعدم عبادته للأوثان، وكانت سجونهم تمتاز بالهمجية في أساليب التعذيب، فقد ذكر عنهم أنَّهم كانوا يدخلون السجين في جوف حيوان ميت حتى تأكل جسمه الديدان (1) .
وأما الإمبراطورية الآشورية في بابل فقد قامت على تشغيل الأسرى في بنائها وخدمة أمورها الخاصة، وكانوا يحجزون في الأماكن والكهوف وفي الشعاب والأودية (2) .
ولقد عرفت - كذلك - الإمبراطورية الرومية بشدة البطش بسجنائها والتنكيل بهم فقد كانوا يسجنون في سراديب مظلمة أعدت تحت الأرض، وكانت سجونهم في كل مدنهم ففي كل مدينة سجنٌ مستقلٌ (3) .
وأما السجن عند الفرس فقد كان معروفا ومستعملاً لديهم يبين لنا ذلك ابن الأثير (4) من خلال كلامه على هذا الموضوع فيقول: إنَّ سيف بن ذي يزن استنصر بكسرى لما غزا الأحباش اليمن، فمده كسرى بثمانمائة سجين، كانوا عنده في السجن ليحارب بهم، مما يدل دلالة واضحة على أنَّ السجن كان منتشراً عند الفرس وأنَّ السجناء كانوا كثيرين حتى إنَّهم يستعملون في الجيش (5) .
1- انظر عيون الأنباء، ابن أبي أصيبعة ج1 ص 68-71، ط بيروت دار الثاقفة.
2- انظر معجم البلدان، ياقوت الحموي ج1،ط بيروت دار صادر، وانظر التعذيب عبر العصور مصدر سابق ص163.
3- انظر دائر المعارف، وجدي، ج5 ص50، ط بيروت دار الفكر.
4- انظر الأعلام، الزركلي ج3 ص218.
5- انظر الكامل، ابن الأثير ج1 ص263.
اسم الکتاب : تدريس القرآن الكريم في السجون ودور الملاحظة الاجتماعية المؤلف : محمد حبيب أحمد مختار الجزء : 1 صفحة : 19