responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بهجة المجالس وأنس المجالس المؤلف : ابن عبد البر    الجزء : 1  صفحة : 246
اليوم تعلم ما يجئ به ... ومضى بفصل قضائه أمس
وقال أبو العتاهية:
الشمس تنعي ساكن الدنيا ... ويسعدها القمر
أين الذين عهدتهم ... لهم المهابة والأثر
أودوا وصار عليهم ... ركم الجنادل والمدر
أفناهم غلس العشا ... ء وهز أجنحة السحر
ما للقلوب رقيقةً ... وكأن قلبك من حجر
ولقلما تبقى وعو ... دك كل يومٍ يعتصر
وقال أبو العتاهية:
سبحان ذي الملكوت أية ليلةٍ ... مخضت صبيحتها بيوم الموقف
لو أن عيناً أوهمتها نفسها ... يوم الحساب تمثلاً لم تطرف
وقال أبو العتاهية أيضاً:
أيا عجباً كيف يعصى الإله ... أم كيف يجحده الجاحد
والله في كل تحريكةٍ ... وفي كل تسكينةٍ شاهد
وفي كل شيءٍ له آية ... تدل على أنه الواحد
وقال آخر:
ومنتظرٍ للموت في كل ساعةٍ ... يشيد ويبني دائباً ويحصن
له حين تبلوه حقيقة موقنٍ ... وأفعاله أفعال من ليس يوقن
عيان كإنكارٍ وكالجهلٍ علمه ... لمذهبه في كل ما يتيقن
وقال العطوي:
نحن أهل اليقين بالموت والبع ... ث وعرض الأقوال والأعمال
ثم لا نرعوي وقد أمهل الل ... هـ بطول الإيقاظ والإمهال
أي شيءٍ تركت يا عارفاً ... بالله للممترين والجهال
مكتوب في التوراة: البر لا يبلي، والذنب لا ينسى، والمال يفنى، والخير يبقى، والديان حي لا يموت، فكن كما شئت، كما تدين تدان.
وجد حجر مكتوب فيه: ما أكلنا نلنا، وما قدمنا وجدنا، وما تركنا ندمنا.
وخير من هذا قول ر سول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس للإنسان من ماله إلا ما أكل فأفنى، أو لبس فأبلى، أو تصدق فأمضى، وغير ذلك فإلى وارثه ".
ولأعرابي من بني أسد:
يقولون ثمر ما استطعت وإنما ... لوارثه ما ثمر المال كاسبه
فكله وأطعمه وجنبه وارثا ... شحيحا ودهراً تعتريك نوائبه
وقال آخر:
وللمنايا تربى كل مرضعةٍ ... وللخراب يجد الناس عمرانا
وقال آخر:
فإن يكن الموت أفناهم ... فللموت ما تلد الوالده
وقال أبو العتاهية:
لدوا للموت وابنوا للخراب ... فكلكم يصير إلى تباب
لمن نبني ونحن إلى ترابٍ ... نصير كما خلقنا للتراب
ألا يا موت لم تقبل فداءً ... أتيت فما تحيف ولا تحابي
كأنك قد هجمت على مشيبي ... كما هجم المشيب على شبابي
وقال آخر:
كم من مصيخٍ إلى أوتار مسمعةٍ ... ناحت عليه وقد كانت تغنيه
وقال منصور الفقيه:
تراوح ما ليس يرضى الإله ... وتغدو عليه وتخشى البلاء
كفعل النساء إذا ما أسأن ... فعاتبتهن أطلن البكاء
ولو كنت داويت قرح الذنوب ... بترك الذنوب جمعت الدواء
وقال عروة بن أذينة:
نراع إذا الجنائز قابلتنا ... ويحزننا بكاء الباكيات
كروعة ثلةٍ لمغار سبعٍ ... فلما غاب عادت راتعات
وقال أبو العتاهية:
إذا ما رأيتم ميتين جزعتم ... وإن لم تروا ملتم إلى صبواتها
قال علي بن أبي طالب: لا وجع إلا وجع القلوب من الذنوب، ولا شيء أشد من الموت، وكفى بما سلف تفكرا، وكفى بالموت واعظاً.
قال عبد الله بن المبارك:
رأيت الذنوب تميت القلوب ... وقد يورث الذل إدمانها
وترك الذنوب حياة القلوب ... وخير لنفسك عصيانها
وهل بدل الدين غير الملوك ... وأحبار سوءٍ ورهبانها
قال أبو العتاهية:
مالي أراك بغير نفسك لا أبالك تشتغل
خذ للوفاة من الحيا ... ة بحظها قبل الأجل
واعلم بأن الموت ... ليس بغافلٍ عمن غفل
أين المرازبة الجحا ... جحة البطارقة الأول

اسم الکتاب : بهجة المجالس وأنس المجالس المؤلف : ابن عبد البر    الجزء : 1  صفحة : 246
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست