اسم الکتاب : بستان العارفين المؤلف : النووي، أبو زكريا الجزء : 1 صفحة : 66
فصل
أما العبد الصالح فينطلق على النبي والولي قال الله تعالى: (واسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين) وقال تعالى: (أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين) وفي الحديث الصحيح) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في عبد الله بن عمر أنه رجل صالح (والآيات والأحاديث بمعنى ما ذكرته كثيرة.
وأما حد الصالح فقال الإمام أبو إسحاق الزجاج في كتابه معاني القرآن وأبو إسحاق بن قرقول صاحب مطالع الأنوار هو المقيم بما يلزمه من حقوق الله تعالى وحقوق العباد.
فصل
قال الإمام القشيري فإن قيل هل يكون الولي معصوما أم لا قلنا اما وجوبا كما يقال في حق الأنبياء وإما يكون محفوظا فلا يصر على الذنوب وإن حصلت هفوات في أوقات أو زلات فلا يمتنع ذلك في وصفهم. وقد قيل للجنيد العارف يزني فأطرق مليا ثم رفع رأسه وقال وكان أمر الله قدرا مقدورا.
فصل
قال القشيري رحمه الله فإن قيل هل يسقط الخوف عن الأولياء قلنا الغالب على الأكابر كان الخوف وذلك فيما تقدم على جهة الندرة يعني القلة غير ممتنع وهذا السري السقطي رضي الله تعالى عنه يقول لو أن واحدا دخل بستانا فيه أشجار كثيرة وعلى كل شجرة طير يقول له بلسان فصيح السلام عليك يا ولي الله ولم يخف أنه مكر لكان ممكورا به وأمثال هذا من حكاياتهم كثيرة. قال فإن قيل هل يجوز أن يزايل الولي خوف المرك قلنا إن كان مصطلما عن شاهده مختطفا عن إحساسة بحاله فهو مستهلك عن فيما استولي
اسم الکتاب : بستان العارفين المؤلف : النووي، أبو زكريا الجزء : 1 صفحة : 66