اسم الکتاب : بستان العارفين المؤلف : النووي، أبو زكريا الجزء : 1 صفحة : 40
والسائل منه وكل نفقة في طاعة الله عز وجل. وهو متضمن للتوكل على الله تعالى والاعتماد على سعة فضله والثقة بضمان الرزق. ويتضمن أيضا الزهد في الدنيا وعدم إدخار متاعها وترك الاهتمام بشأنها والتفاخر والتكاثر بها ويتضمن غير ما ذكرته من الخيرات لكني أؤثر في هذا الكتاب الاختصار البليغ خوفا من الملل. وقد روينا هذه الكلمات في شرح السنة للبغوي عن عمار عن النبي صلى الله عليه وسلم والله أعلم.
روينا في صحيح مسلم رحمه الله قال حدثنا يحيى بن يحيى قال أخبرنا عبد الله بن أبي يحيى بن أبي كثير قال سمعت أبي يقول لا يستطاع العلم براحة الجسم.
وروينا في صحيح البخاري رضي الله تعالى عنه قال قال ربيعة يعني شيخ مالك بن أنس الإمام رضي الله تعالى عنهما لا ينبغي لمن عنده شيء من العلم أن يضيع نفسه قلت في معنى كلام ربيعة قولان أوضحتهما في شرح صحيح البخاري واختصرتهما هنا أحدهما معناه من كانت فيه نجابة في العلم وحصل طرفا منه وظهرت فيه أمارات التبريز فيه فينبغي له أن أن يجتهد في تتمته ولا يضيع طلبه فيضع نفسه والثاني معناه من حصل له العلم ينبغي له أن يسعى في نشره مبتغيا به رضا الله تعالى ويشيعه في الناس لينتقل عنه وينتفع به الناس وينتفع هو وينبغي أن يرفق في نشره بمن يأخذه منه ويسهل طرق أخذ ليكون أبلغ في نصيحة العلم فإن الدين النصيحة.
وقد اختلف أصحاب الشافعي رحمه الله وإياهم فيمن كان بالصفة المذكورة في الأول هل يتعين عليه تتميم الطلب ويحرم الترك أم يبقى في حقه فرض كما كان فلا يحرم عليه الترك إذا قام به غيره وهذا الثاني هو قول أكثرهم وهو الصحيح المختار والله أعلم.
وروينا عن عمر بن الخطاب وابنه عبد الله رضي الله تعالى عنهما قال من رق وجهه رق علمه. ومعناه من استحيا في طلب العلم كان علمه رقيقا أي قليلا.
اسم الکتاب : بستان العارفين المؤلف : النووي، أبو زكريا الجزء : 1 صفحة : 40