responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحر الدموع المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 29
فيا رب ذنبي تعاظم قدره ... وأنت بما أشكو يا رب عالم
وأنت رؤوف بالعباد مهيمن ... حليم كريم واسع العفو راحم
يا أخي كم من يوم قطعته بالتسويف؟ وكم من سبب أضعت فيه التكليف، وكم أذن سمّاعة لا يزجرها التخويف؟.
ولما حضرت جابر بن زيد الوفاة قيل: ما تشتهي؟ قال: نظرة في وجه الحسن فبلغ ذلك الحسن، فجاء ودخل عليه، وقال له: يا جابر كيف تجدك؟ قال: أجد أمر الله غير مردود. يا أبا سعيد، حدثني حديثا سمعته من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال الحسن: يا جابر قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "المؤمن من الله على سبيل خير، إن تاب قبله، وان استقال أقاله، وان اعتذر إليه قبل اعتذاره، وعلامة قبل ذلك خروج روحه يجد بردا على قلبه". فقال جابر: الله أكبر! إني لأجد بردا على قلبي. ثم فال: اللهم إن نفسي تطمع في ثوابك، فحقق ظني، وآمن خوفي وجزعي، ثم تشهّد ومات رضي الله عنه.
وكان سبب توبة داود الطائي [1] أنه دخل المقبرة، فسمع امرأة عند قبر تبكي وتقول:
تزيد بلى في كل يوم وليلة ... وتسأل لما تبلى وأنت حبيب
مقيم إلى أن يبعث الله خلقه ... لقاؤك لا يرجى وأنت قريب

[1] هو أبو سليمان داود بن نصير الطائي. أحد الزهاد. توفي سنة 165هـ وكان سبب زهد داود الطائي أنه كان يمر ببغداد، فمر يوما فنحاه الناس عن الطريق بين يدي حميد الطوسي، فالتفت داود فرأى حميد فقال داود: أف لدنيا سبقك بها حميد، ولزم البيت وأخذ في الجهد والعبادة.
اسم الکتاب : بحر الدموع المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 29
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست