responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحر الدموع المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 28
دعوني على نفسي أنوح لأنني ... أخاف على نفسي الضعيفة تعطب
فمن لي إذا نادى المنادي بمن عصا ... إلى أين ألجأ أم إلى أين أذهب
فيا طول حزني ثم يا طول حسرتي ... إذا كنت في نار الجحيم أعذب
وقد ظهرت تلك القبائح كلها ... وقد قرّب الميزان والنار تلهب
ولكنني أرجو الإله لعله ... بحسن رجائي فيه لي يتوهب
ويدخلني دار الجنان بفضله ... فلا عمل أرجو به أتقرّب
سوى حب طه الهاشمي محمد ... وأصحابه والآل من قد ترهبوا
قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يؤتى برجل يوم القيامة قد جمع المال من حلال وأنفقه في الحلال، فيقال له: قف للحساب، فيحاسب على كل حبة وذرة ودانق: من أين أخذه وفيما أنفقه" ثم قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يا ابن آدم، ما تصنع بالدنيا؟ حلالها حساب، وحرامها عقاب".
وأنشدوا:
فلا تأمن لذي الدنيا صلاحا ... فإن صلاحها عين الفساد
ولا تفرح لمال تقتنيه ... فإنك فيه معكوس المراد
قال بعض العارفين رضي الله عنه: إن أبا يزيد البسطامي بكى عند موته، ثم ضحك، ثم فارق الدنيا، فرؤي في المنام بعد موته، فقيل له: لم بكيت قبل الموت ثم ضحكت؟ فقال: لما كنت في النزع، أتاني إبليس لعنة الله عليه، وقال لي: يا أبا يزيد، أفلتّ من شبكتي، فبكيت حينئذ إلى الله تعالى، فنزل عليّ ملك من السماء، وقال لي: يا أبا يزيد، يقول لك رب العزة: لا تخف ولا تحزن، وأبشر بالجنة، فضحكت عند ذلك، وفارقت الدنيا.
وأنشدوا:
وقفت وأجفاني تفيض دموعها ... وقلبي من خوف القطيعة هائم
وكل مسيء أوبقته ذنوبه ... ذليل حزين مطرق الطرف نادم

اسم الکتاب : بحر الدموع المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 28
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست