اسم الکتاب : أهداف التربية الإسلامية المؤلف : ماجد عرسان الكيلاني الجزء : 1 صفحة : 513
ومتنزهات السياحة، فإن الله يرسل عليهم عبادا أولي بأس شديد ليجوسوا خلال الديار، ويدمروا مؤسسات الترف واللهو التي صرفت الأمة عن وظيفتها التربوية، وليفرغوا -ما حول الأقصى- لقدوم "أمة وسط" جديدة تلتزم هذه الوظيفة، وتقدم ما تتطلبه من تضحيات ونفقات[1]!!
جـ- طرق وأساليب التربية الإسلامية في التربية العالمية: حددت التربية الإسلامية طرق، وأساليب عديدة لتربية البشرية، والتدرج بها نحو الوحدة العالمية.
وأول هذه الطرق هو التوجه العالمي في الخطاب القرآني. ففاتحة الكتاب تبدأ بتوجيه "الحمد لله رب العالمين" أي لرب العوالم كلها: عوالم الإنسان، والحيوان، والنبات، والجماد، الذي ربط بين حلقاتها ونسق وجودها وبيئاتها، وهذه بداية تستهدف إنهاء فاعلية "ثقافات" الحمد العصبية القومية والإقليمية والقبلية والطائفية، والأسرية المفرقة للعوالم المذكورة، الملوثة لبيئاتها الملحقة للأذى، والخراب في نظمها وعلاقاتها. فالأساس في إرساء أصول التربية العالمية التي توجه إليها التربية الإسلامية هو الهجرة من دوائر الولاء للعصبيات المختلفة، ثم الارتقاء بعناصر الأمة المسلمة: أي عناصر الإيمان، والهجرة، والجهاد، والرسالة، والإيواء، والنصرة، والولاية، لتتفاعل على دائرة الولاء للأفكار الإسلامية [1] لعله من الموضوعية والنصح المفيد أن نقول: أن ما يدور -الآن- في منطقة ما حول الأقصى من فتن طائفية وإقليمية، وما يحل بأهلها من هجمات عدوانية سببه الرئيسي أن أهلها المعاصرين تخلوا منذ زمن عن دورهم في نشر الرسالة، والتربية العالمية وأغلقوا مؤسساتها ثم تحولوا إلى سماسرة دوليين في الاقتصاد والسياحة، واستبدلوا العلماء المربين بالمغنين والراقصين، والمساجد بدور اللهو، والمنابر بالأثاث والسرر، والعدل بالظلم، والإخوة الإيمانية بالعصبيات الإقليمية والقبلية والطائفية. وليست هذه الهجمات المتوالية التي تشن عليهم من أيام الصليبيين ومرورا بالمحتلين، والمستعمرين من الإنكليز والفرنسيين حتى الهجمة الصهيونية، ومضاعفاتها إلا تطبيق من تطبيقات التحذير الإلهي الذي ورد في مطلع سورة الإسراء، وقدم له بمثال من قوم موسى وبني إسرائيل.
اسم الکتاب : أهداف التربية الإسلامية المؤلف : ماجد عرسان الكيلاني الجزء : 1 صفحة : 513