اسم الکتاب : أهداف التربية الإسلامية المؤلف : ماجد عرسان الكيلاني الجزء : 1 صفحة : 49
العمل صائبا مخلصا، فإذا كان صائبا غير مخلص لم يقبل، وإذا كان مخلصا غير صائب لم يثمر[1].
لذلك لا يتصور أن يكون هناك "عمل صالح" غير ناجح. والذين يؤولون حديث: "إنما الأعمال بالنيات" تأويلًا يفصل بين العمل ونتيجة هم أناس يتأولون الحديث على غير معناه. والذين يبررون الأخطاء والارتجال والقصور بأمثال القول: ليس ضروريا النجاح وتحقيق الأهداف، وإنما المهم هو العمل هم أنس لا يرسخون في مفهوم العمل ولا يحيطون بقوانينه.
المبدأ الرابع، مبدأ النفعية، أي إن العمل مقصود به منفعة العامل. فالتربية الإسلامية لا تتنكر لمبدأ النفعية أبدًا بل هل تشدد عليه، وتكرر هذا التشديد.
وتتكرر الإشارة إلى مصطلح "النفعية"، ومشتقاته في القرآن الكريم إيجابا وسلبا في "50" خمسين موضعا. من ذلك قوله تعالى:
- {وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ} [البقرة: 164] .
- {وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ} [البقرة: 102] .
- {وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ} [الرعد: 7] .
أما في الحديث النبوي فيتكرر مصطلح "النفع"، ومشتقاته في مئات المواضع من ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم:
"اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع" [2].
والذين فصلوا بين العمل والمنفعة هم إما أناس مغالون في المثاليات، التي يصعب على الإنسان أن يعيشها، أو أناس متأثرون بمفاهيم تعذيب النفس وإيرادها المشقات التي احتوت عليها الأديان، والفلسفات السابقة على [1] دكتور ماجد عرسان الكيلاني، تطور مفهوم النظرية التربوية الإسلامية، "المدينة المنورة: دار التراث، 1405-1985"، ص207. [2] صحيح مسلم "شرح النووي"، جـ17، كتاب الذكر، ص41.
اسم الکتاب : أهداف التربية الإسلامية المؤلف : ماجد عرسان الكيلاني الجزء : 1 صفحة : 49