responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أهداف التربية الإسلامية المؤلف : ماجد عرسان الكيلاني    الجزء : 1  صفحة : 430
مجتمعات الكراهية وفقدان الثقة، وشيوع الحسد وانعدام التعاو والوحدة، وتفرق الكلمة، والتستر على الأخطاء والنواقص والعيوب، ورفض النقد الذاتي، وتبرير الهزائم والنكسات والأزمات، وفشل اللجان والمؤتمرات، وعقم التخطيط واللقاءات، والاجتماعات، وانعدام التعاون بين الهيئات، والجماعات وغير ذلك.
والمحصلة النهائية لذلك كله هي تحطم روح الجماعة والعمل الجماعي، وإغلاق الاتصال والتفاهم فلا تحل المشكلات إلا بالخصومة، والفتن والتآمر والقتل، وإلى هذا المصير يشير قوله تعالى:
{قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} [الأنعام: 65] .
ولقد فسر ابن عباس قوله تعالى: {مِنْ فَوْقِكُمْ} من أمرائكم. و {مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} من سفلتكم، و {يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا} الأهواء والاختلاق. و {وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} يقتل بعضكم بعضًا[1].
والواقع أن معاني الآيات المشار إليها لا تقتصر على ما استقاه ابن عباس من خبرات زمانه، بل هي تتدفق طبقا لما يحدثه الخلق الجديد "التطور" في الأزمنة والأمكنة والتكنولوجيا. فقد يكون من مظاهر: {مِنْ فَوْقِكُمْ} الطائرات والقذائف الصاروخية الناسفة، وقد يكون من مظاهر: {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا} الأحزاب والمنظمات المتحاربة من أجل غايات مختلطة يحوطها اللبس والغموض، والدسائس الخفية. فمظاهر العذاب تتطور بتطور أدواته، أما القوانين والسنن فهي خالدة مترابطة، وأقدار -أي قوانين- متتالية يفضي بعضها إلى بعض، حين تفسق الأمم عن الصراط المستقيم،

[1] الطبري، التفسير جـ7، ص220-221.
اسم الکتاب : أهداف التربية الإسلامية المؤلف : ماجد عرسان الكيلاني    الجزء : 1  صفحة : 430
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست