اسم الکتاب : أهداف التربية الإسلامية المؤلف : ماجد عرسان الكيلاني الجزء : 1 صفحة : 428
إلى الوفاة وأفرزت نماذج تتعلق بـ"الأشكال" وتمرق من "الأعمال".
هـ- سطحية العلم والتربية: في الأمة الميتة تنحسر ميادين المعرفة، وتطبيقاتها ومناهجها التربوية من ميادين النشأة والمصير وسنن الحياة، والكون لتقتصر على البحث في ميدان "الأشياء" الدنيوية، وإعداد الناس للحصول عليها وإنتاجها ثم استلاكها. وإلى هذه الظاهرة يشير قوله تعالى:
{يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} [الروم: 7] .
والثمرة العامة للنشاطات التربوية والعلمية هي بروز "ثقافة الاستهلاك" التي تلون أنماط الفهم والتفكير، وتحيل كل فقه -حتى فقه القرآن والحديث- إلى أداة لإنتاج "الأشياء" وتسويقها، وتمجيد القائمين على إنتاجها.
أما "الأفكار" فيكون الساهد منها هو أفكار "اللغو" أي أدنى مستويات المعرفة التي يسميها القرآن -لهو الحديث- فهي عند المتدينين تدور حول الجدل عن السحر والعفاريت، وشرعية التمسح بالحجارة وزيادة القبور، واستعمال السبحة وما إلى ذلك. وعند غير المتدينين تدور حول الأشعار الغزلية، والأدب الوجداني، والقصص الجنسي، وبرامج التسلية والترفيه وما إلى ذلك.
وتتصاعد مضاعفات -إيثار الدنيا- وتفرز نتائج سلبية في الفكر، والسلوك والثقافة حتى تبلغ قمتها في بروز ظاهرة -الكفر والاستخفاف بالإيمان. والكفر في جوهره مرض نفسي، وفكري سببه الجهل والحاجة: جهل المالكين للدنيا بحكمتها، وحاجة المحرومين إلى مقومات العيش فيها. وهذا ما أدركه ابن تيمية حين قال: "المحرمات جميعها من الكفر، والفسوق والعصيان إنما يفعلها العبد لجهله أو لحاجته، فإنه إذا كان عالمًا
اسم الکتاب : أهداف التربية الإسلامية المؤلف : ماجد عرسان الكيلاني الجزء : 1 صفحة : 428