responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أهداف التربية الإسلامية المؤلف : ماجد عرسان الكيلاني    الجزء : 1  صفحة : 417
الاقتصاد للأزمات وأوقات الشدة وظروف القطح، والحرب وندرة السلع لممارسة الاحتكار ورفع الأسعار، والإيجار دون اكتراث بما يسببه ذلك من عنت وإرهاق للآخرين.
ب- الشح بإنجاز الواجبات وبذل الجهد وشيوع العجز، والشح بالمعاملة الحسنة وشيوع الفظاظة والغلظة في ميادين الحياة ومؤسساتها المختلفة[1].

[1] يظهر تجاري -أو جريان- الشح في سلوك -إنسان الأمة الميتة- بشكل عفوي وتلقائي. ولتوضيح ذلك نسوق المثل الواقعي التالي:
احتجت إلى تصديق بعض الوثائق في إحدى القنصليات الأجنبية. وحين ذهبت إلى القنصلية قابلتني على -شباك المراجعة- فتاة عربية ترتدي حجابا شرعيا على رأسها، وجلبابا يستر جميع جسمها. ولم تكد تلمحني حتى بادرتني قائلة -بتجهم وفظاظة: اجلس حتى يأتي دورك!! قالت هذا -دون أن يبرز مني ما يستدعي ذلك. كظمت استيائي وجلست! وحين جاء دوري وبدأت عرض حاجتي قاطعتني بالقول: لا يوجد هنا تصديق على مثل هذه الوثيقة! وكان القنصل -الأجنبي الأصل- يقف إلى جانبها فابستم وتدخل بلطف قائلا: ما الذي يمنع من تصديقها!؟ دعني أنظر فيها!!
نظر في الوثيقة قليلا ثم ابتسم قليلا: عشرة دولارات فقط رسم تصديق!! ثم طلب إلى الفتاة إجراء اللازم، فأراح أصعابي واستل سخيمتي.
وتكررت زيارتي للمراجعة فلاحظت أن السلبية والشح صفتان مستمرتان في هذه الفتاة المسلمة!! المحجبة!! تعامل بها غالب المراجعين، ولا ينقذهم من "العسر" الذي تواجههم به إلا "اليسر" الذي يقدمه الموظفون، والموظفات "غير المسلمين".
والنظر الدقيق في تفسير هذا السلوك الشحيح أن الفتاة العربية -وإن عرضت تدين "الأشكال"- هي بعض شظايا أمة متوفاة، وهي تحمل في ثقافتها وممارساتها جراثيم الشح، بينما يبرأ "الأجانب غير المسلمين" العاملين إلى جانبها من جراثيم هذا السرطان الاجتماعي؛ لأنهم نشأوا في بيئات سليمة منه.
وتتفشى آثار هذا -الشح- وتطبيقاته، وتبدو واضحة حين نستذكر خبراتنا المؤلمة في المطارات ومراكز الحدود، ودوائر العمل الرسمية وشبكة العلاقات الاجتماعية في "مزق" وأقطار الأمة الإسلامية المتوفاة!! والإنسان الذي يخرج خارج حدود الأمة الإسلامية المتوفاة يستذكر دائما هذا "العسر" الذي يعاني منه في بلاده، ومن بني قومه ويقارنه بـ"اليسر" الذي يراه في المطارات ومراكز الحدود، وإدارات الدولة ومراكز العمل، والعلاقات التجارية والرسمية في الأقطار الأوربية والأمريكية!!، وهو لا يتوقف عن المقارنة، والتساؤل والندب والتحسر والاستفهام والاستغراب!!
اسم الکتاب : أهداف التربية الإسلامية المؤلف : ماجد عرسان الكيلاني    الجزء : 1  صفحة : 417
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست