responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أهداف التربية الإسلامية المؤلف : ماجد عرسان الكيلاني    الجزء : 1  صفحة : 334
مع الكتاب حيث دار، ألا إن الكتاب والسلطان سيفترقان فلا تفارقوا الكتاب، ألا إنه سيكون عليكم أمراء يقضون لأنفسهم ما لا يقضون لكم، إن عصيتموهم قتلوكم، وإن أطعتموهم أضلوكم. قالوا: يا رسول الله كيف نصنع؟ قال: "كما صنع أصحاب عيسى بن مريم، نشروا بالمناشير، وحملوا على الخشب. موت في طاعة خير من حياة في معصية الله" [1].
ومن الموضوعية أن نقول: أنه بعد مجتمع الخلفاء الراشدين اضطربت معادلة العلاقة بين رجال الفكر والتربية، وبين رجال القوة ودخل الطرفان في صراع طويل انتهى بتغلب رجال القوة والسلطان. ولكن الحديث في تفاصيل هذا الموضوع يقع في دائرة البحث في تاريخ التربية الإسلامية، وهو موضوع خارج عن نطاق هذا البحث.
وفي العصر الحديث تدرب مؤسسات التربية في العالم الإسلامي الحديث على أن شخصا واحدا هو شخص المعلم -الذي يتقمص فيما بعد شخص الحاكم من أولي القوة- هو القادر على استشعار المشكلات، والقضايا كلها وعلى إصدار الحلول الفاصلة القاطعة التي لا مراء فيها. فالدائرة الاجتماعية -هنا- مقطوعة ممنوعة، والتنسيق بين رجال الفكر، وجمهور الأمة ورجال القوة غير قائم. وحملة الشهادات وذوي الاختصاص ودور العلم، والجامعات مجرد زينة و"ديكور" وطني يتباهى به رجال القوة ذوي الهيمنة المطلقة أمام الأقطار الأخرى تماما كالمكتبات في بيوت العالم الإسلامي تزين بها البيوت كقطع الأثاث، وأدوات الزينة دون أن يقرأ منها صاحبها صفحة واحدة.
وفي المقابل نجد إن نظم التربية في الغرب -غير المسلم- قد نسقت أدوار كل من رجال الفكر، ورجال القوة وهيئات المجتمع بما يتطابق مع

[1] الطبراني، المعجم الكبير، جـ20 "بغداد: وزارة الأوقاف والشئون الدينية، 1982"، ص90، رقم 172.
اسم الکتاب : أهداف التربية الإسلامية المؤلف : ماجد عرسان الكيلاني    الجزء : 1  صفحة : 334
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست