اسم الکتاب : أهداف التربية الإسلامية المؤلف : ماجد عرسان الكيلاني الجزء : 1 صفحة : 312
التربية تتخذ -مثلها الأعلى- وخبراتها التي تضمنتها مناهجها، وتطبيقاتها من ميدان الأفكار ودرجة التزام الأشخاص بها، وتجسيد الأشياء لها في الماضي والحاضر والمستقبل، ويكون من ثمار التربية بناء حضارة تدور حول تطبيقات الأفكار، وتجسيدها في مسيرة الاجتماع البشري.
أما حين يحتل "الأشخاص" مركز المحور الذي تدور في فلكه "الأفكار والأشياء"، فإن التربية تتخذ -مثلها الأعلى- وخبراتها التي تضمنها مناهجها وتطبيقاتها من ميدان "الأشخاص"، ومدى فاعلية قوتهم في الماضي والحاضر والمستقبل، واستعمال الأشياء لتنفيذ إراداتهم.
وأما حين تكون "الأشياء" هي المحور الذي تدور في فلكه "الأفكار والأشخاص"، فإن التربية تتخذ -مثلها الأعلى- وتنتقي -خبراتها المنهجية، وتطبيقاتها العملية من ميدان الأشياء وتاريخها وحاضرها ومستقبلها، ومدى تأثيرها في عالم الأفكار، والأشخاص على المستوى المحلي والعالمي، ويكون من ثمار التربية بناء حضارة مادية تدور حول تطبيقات الأشياء، وتجسيدها في مسيرة الاجتماع البشري. وهذه هي حال التربية الحديثة التي يدور محور "النصرة" فيها حول "الأشياء" كما إن العلوم والثقافات والآداب، والفنون التي أفرزتها -وتفرزها- هي أيضا تتخذ -مثلها الأعلى- وتنتقي -خبراتها- من الدوران في فلك "الأشياء" في حين يدور كل من "الأفكار"، و"الأشخاص" في فلك "الأشياء"، ويستثمرون من أجل توفير الأشياء وتحسينها. والتجسيد العملي لهذا كله هو حضارة "الإنتاج والاستهلاك" التي يقودها الغرب المعاصر وتؤثر في العالم كله.
2- نصرة العدل في مجابهة الطغيان، والتسلط، والظلم:
ويمثل هذا المظهر محور عنصر النصرة، بل هو جوهره وغايته؛ لأن العدل "غاية" من الغايات الرئيسة التي من أجلها كان إرسال الرسل وتتابع الرسالات، وكان خلق مادة الحديد لصنع السلاح و"نصرة" العدل:
اسم الکتاب : أهداف التربية الإسلامية المؤلف : ماجد عرسان الكيلاني الجزء : 1 صفحة : 312