responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أهداف التربية الإسلامية المؤلف : ماجد عرسان الكيلاني    الجزء : 1  صفحة : 309
يخلف "أشخاص" المؤمنين الرسول في نصرة أفكار الرسالة، فتظهر -الخلافة- وتتحدد مواقع الأفراد، ووظائفهم طبقا لمقياسين: الأول، مدى القدرة على حمل الرسالة أي فقهها وتطبيقها. والثاني، مدى الإخلاص في هذا الحمل. والقرآن يطلق على كل من القدرة والإخلاص اصطلاحي: القوة، والأمانة. وذلك عند قوله تعالى: {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} . وفي آية أخرى يسميهما: التمكين، والأمانة. وذلك عند قوله تعالى: {إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ} . والقوة هنا تعني -الجدارة- وهي شاملة ذات مظاهر عديدة. فهي في ميدان الحكم تدور حول العلم بالعدل كما دل عليه القرآن والسنة، وحول القدرة على تنفيذ الأحكام. والقوة في ميدان العسكرية تدور حول شجاعة القلب والخبرة العسكرية. وهكذا في بقية ميادين الحياة كالتربية والإدارة، والاقتصاد والصناعة وغيرها. أما -الأمانة- فتدور حول الولاء الذي من أجله تبذل القدرة. أهو لـ"أفكار" الرسالة أم لـ"الأشخاص" أم لـ"الأشياء"[1]!!؟
ويتسرب الخلل إلى عنصر -النصرة- حين تطغى نصرة "الأشخاص" على نصرة "الأفكار". والتطبيقات العملية لهذا الطغيان تتمثل في -امتلاك- أصحاب العصبيات الأسرية أو القبلية أن الطائفية، أو العرقية أو الإقليمية لـ"الأفكار والأشياء"، ثم توظيفهما معا لدعم مكانة "أشخاص" العصبيات ونفوذهم. فيظهر -الملك- بدل -الخلافة- وتتحدد مراكز الأفراد ووظائفهم طبقات لمدى استعمالهم لصفتي: القوة، والأمانة في خدمة هذه العصبيات. وهذا ما حذر أبو بكر الصديق منه يزيد بن أبي سفيان كما روى ذلك يزيد نفسه فقال:

[1] مشكلة التربية الحديثة إنها تفصل بين علوم -القوة أو التمكين- أو المهارات كالعلوم الطبيعية، والإدارية والسياسية والإدارية، وبين علوم -الأمانة- أو الاتجاهات كعلوم الدين والأخلاق. ثم تكون ثمرة هذا الفصل -في أحسن الحالات- إخراج: فئة أولي قوة وتمكين بدون أمانة. وأولي أمانة بدون قوة وتمكين.
اسم الکتاب : أهداف التربية الإسلامية المؤلف : ماجد عرسان الكيلاني    الجزء : 1  صفحة : 309
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست