اسم الکتاب : أهداف التربية الإسلامية المؤلف : ماجد عرسان الكيلاني الجزء : 1 صفحة : 255
دعمته مقدرات النفس العقلية والتنظيمية، ومقدرات العمل والإنتاج، وأخيرًا المقدرات القتالية مع بقاء الباب مفتوحا لأية بادرة تجنح للسلم، وتوقف سفك الدماء.
وتتضح أهمية -الجهاد القتالي- في حياة الإنسانية كلها حين نرى أن الأفكار، والثقافات التي توجه سياسات غير المسلمين -خاصة في الغرب- لم تتخل بعد عن حب العدوان والسيطرة في الخارج، والطبقية والاستغلال في الداخل تطبيقات لمسلمة -الصراع والبقاء للأقوى- التي يتقبلها العقل الغربي دون مناقشة، ولا مراجعة وينطلق منها في ممارساته الإدارية والسياسية[1]. فالغرب يعتبر القتال الخارجي، والصراع الداخلي أداتين حيويتين من أدوات الصراع وبقاء الأقوى. وهو ينظر للقتال كضرورة بيولوجية لبتر العناصر الضعيفة لصالح العناصر القوية. ومن هنا اشتدت عناية الغرب بالحياة العسكرية، وإنتاج الأسلحة وتطويرها. وهذه فلسفة بعيدة الغور في تاريخ الفكر الغربي بدأت بعرقية اليونان والرومان وانتهت بـ"الدارونية الاجتماعية". والأفكار التي تناولت قتال الأقويا لإبادة الضعفاء عديدة، وكثيرة شاعت منذ مطلع القرن العشرين، وما زالت تنمو وتتوسع وتنتشر، وتوجه الممارسات السياسية والعسكرية[2]. [1] محور المسلمات الفكرية عند الغرب المعاصر هي فكرة "الصراع والبقاء للأقوى" التي نظرها في فلسفة "الدارونية الاجتماعية"، وانبثقت عنها جميع الأفكار والأعمال. وليست الديانات السماوية والأخلاق، والمثل العليا إلا -روافع قوى كما يسميها علماء السياسة الغريبون- لخدمة المسلمة المذكورة. وشيوع هذا اللون من الفكر أدى إلى سوء استعمال -علم النفس- وغيره من العلوم بهدف تسخير الأفراد والجماعات، والشعوب لصالح المترفين في الغرب وحلفائهم في العالم. ويحتاج العمل الإسلامي المستنير فهم العقل الغربي، وقيمه ومسلماته الفكرية وأساليب تفكيره بغية حل الإشكالية التاريخية الناجمة عن إفرازات هذا العقل في علاقات الغرب الاجتماعية كحاجته للبترول العربي، أو أشد. والغرب المعاصر من أفضل الخامات البشرية لحمل رسالة الإسلام العالمية. [2] راجع تفاصيل هذه الآراء، ونماذج من القائلين بها في كتاب -فلسفة التربية الإسلامية -الطبعة الثانية، ص156-159، وكتاب -أهداف التربية الإسلامية، للمؤلف.
اسم الکتاب : أهداف التربية الإسلامية المؤلف : ماجد عرسان الكيلاني الجزء : 1 صفحة : 255