اسم الکتاب : المشوق إلى القراءة وطلب العلم المؤلف : العمران، علي الجزء : 1 صفحة : 115
وينبغي أن ننبِّه هنا إلى أن اكتمال الملكة في العلوم السابقة الذكر (علوم المقاصد) مرهونٌ باكتمال الفهم والاستيعاب لعدد من العلوم الآلية المساعدة، كعلوم العربية، وأصول الفقه، والمصطلح ... ، فبعض تلك العلوم يجب تعلّمه وجوبَ الوسائل، إذ يتوقف فهم كلام الله ورسوله على فهم بعض مسائلها، فهي من قبيل (ما لا يتم الواجب إلا به) ، فهذا ما يجب، وأما ما لا يجب، فما لا تأثير له، وما لا ينبني عليه عمل، ولا ريب أنه بمقدار أَخْذ العالمِ من العلوم المساعدة، وتمكنه منها -خاصَّة فيما يتوقَّف فهم الخطاب عليه، وليس من الأبحاث المقررة أو التي هي فَضْلَة-، يكون أقدر على الاجتهاد والاستنباط [1] ، فإن العلوم اخذٌ بعضها برقاب بعضٍ [2] .
الثاني: الموازنة بين قراءة الكتب والأخذ عن الشيوخ
أَخْذ العلم له طريقان:
أحدهما: طريق المشافهة، وهو أخذه عن أهله العلماء به، وهذا هو الأصل الأصيل في تَلَقِّي العلوم، وهذه طريقة السلف، قبل تدوين الكتب وبعدها، وليس هنا مجال الحديث عن هذه الطريقة.
الثانية: أخذه عن الكتب والمصنفات، وهي دواوين العلم وخزائنه. [1] ((إعلام الموقِّعين)) : (1/ 5) ، و ((فضل علم السلف على علم الخلف)) : (ص/ 67- 69، 64- 65) . و ((مسائل في طلب العلم وأقسامه)) : (ص/ 205) للذهبي ضمن ((ست رسائل)) و ((الفوائد)) : (ص/ 111، 254) . [2] انظر ((مفتاح دار السعادة)) : (1/ 482- 486) وهو مهم.
اسم الکتاب : المشوق إلى القراءة وطلب العلم المؤلف : العمران، علي الجزء : 1 صفحة : 115