وـ الإمساك عما تقتضيه قلة الحياء من قول أو عمل.
وإذا كان الحياء مطلوبا من كل أحد فهو من الصبيان الأحداث أولى وأحرى، فإذا كان الصغير حييا أفلح وأنجح، وإذا كان وقحا متجرءا على كل أحد خاب وخسر.
((فينبغي أن يكون الصبي كثير الحياء قليل المخالطة للأجانب، قال وهب بن منبه ـ رضي الله عنه ورحمه ـ: ((إذا كان في الصبي خصلتان: الحياء والرهبة رجى خيره))
وقال الأصمعي: ((سمعت أعرابيا يقول: من كساه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه)) [2].
فالله الله أخا الإسلام بالحياء، الزمه وتدثر به، وليكن حليتك، واعلم أن معيار رجولتك ليس بكثرة الاختلاط بالكبار، ولا بإطلاق اللسان يسيء الكلام، وإنما معيارها حياؤك وأدبك وسمتك ووقارك [3].
23 ـ الحرص على الستر والعفاف والبعد عن التكشف والتعري:
وخصوصا للأحداث؛ لأن التكشف والتعري مدعاة لفتنة الآخرين، وتسلط الساقطين، فينبغي عليهم الستر والعفاف، والبعد عن التكشف والتعري سواء في الرياضة أو في غيره؛ فالعورة عورة في الرياضة وغيرها [4].
ثم إن الستر والعفاف من خصال الفطرة، ومن محاسن الإسلام، فلقد ((جاء الإسلام وكرم الجنس البشري في مجالات متعددة، كان من
1 الحكم المضبوط ص 52. [2] الآداب الشرعية 2/228. [3] انظر أدب الدنيا والدين للماوردي ص 248 ـ 258، والأدب النبوي لمحمد الخولي ص 154 ـ 158، والحياء في ضوء الكتاب والسنة لسليم الهلالي، والحياء خلق الإسلام لمحمد ابن أحمد بن إسماعيل، والحياء وأثره في حياة المسلم لعبد الله الجار الله. [4] انظر الإيضاح والتبيين للشيخ حمود التويجري ص 228 ـ 229، وانظر أخي الشاب إلى أين تسير ص 25 لمحمد أمين مرزا عالم.