وصرف عنه السوء والفحشاء، قال ـ سبحانه ـ عن يوسف عليه السلام: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [يوسف: 24] .
((فأخبر ـ سبحانه ـ أنه صرف عن يوسف السوء من العشق، والفحشاء من الفعل بإخلاصه؛ فإن القلب إذا أخلص، وأخلص عمله لله لم يتمكن منه عشق الصور؛ فإنه إنما يتمكن من القلب الفارغ))
2 ـ الصبر:
فالصبر خصلة محمودة، وسجية مرغوبة، وخلق فريد، عواقبه جميلة، وآثاره حميدة، وفوائده جمة، وعوائده كريمة [2].
والصبر علاج ناجع، ودواء نافع، فعلى من ابتلي بهذا الأمر أن يتذرع بالصبر، ويتدرع به، وأن يتكلفه ويوطن نفسه عليه، ويتجرع مرارته ليذوق حلاوته، ومن ثم يصبح سجية له، قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ: ((ومن يتصبريصبره الله)) [3]. وما أحسن قول من قال:
والصبر مثل اسمه مر مذاقته
لكن عواقبه أحلى من العسل
قال ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ: ((والصبر عن الشهوة أسهل من الصبر على توجبه الشهوة؛ فإنها إما أن توجب ألما وعقوبة، وإما أن تقطع لذة أكمل منها، وإما أن تضيع وقتا إضاعته حسرة وندامة، وإما أن تثلم عرضا توفيره أنفع للعبد من ثلمه، وإما أن تذهب مالا بقاؤه خير له من
1 الجواب الكافي ص 298، وانظر العبودية لشيخ الإٍسلام ابن تيمية ص 100، وفوائد مستنبطة من قصة يوسف للشيخ عبد الرحمن بن سعدي ص 35. [2] انظر الصبر، د: صالح الخزيم ص 14 ـ 22، والصبر لعاطي بن عطية الجهني، والصبر الجميل للشيخ سليم الهلالي ص 21 ـ 26. [3] رواه البخاري 7/183، ومسلم برقم (1053) .