responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العاقبة في ذكر الموت المؤلف : الأشبيلي، عبد الحق    الجزء : 1  صفحة : 300
وَكَيف تكون حيرتك ودهشتك إِذا قيل لَك عاملت فلَانا يَوْم كَذَا وَكَذَا فِي كَذَا وَكَذَا وَأخذت مِنْهُ كَذَا وَكَذَا وغبنته فِي كَذَا وَكَذَا وَتركت نصيحته فِي كَذَا وَكَذَا وَفِي هَذِه السّلْعَة وَلم تبين لَهُ هَذَا الْعَيْب أَو غصبت فلَانا أَو ظلمت فلَانا أَو غششت فلَانا أَو قتلت فلَانا أَو فعلت كَذَا وَكَذَا وَقيل لَك أدل بِحجَّة قُم بِبَيِّنَة ائْتِ ببرهان انفذ بسُلْطَان فَأَرَدْت الْكَلَام فَلم تبين وَجئْت بِعُذْر فَلم يستبن هَيْهَات أَنى لَك الْكَلَام وَلم تنقحه وأنى لَك بالعذر وَفِي الدُّنْيَا لم تصححه
قَالَ الله تَعَالَى يَوْم يقوم الرّوح وَالْمَلَائِكَة صفا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا من أذن لَهُ الرَّحْمَن وَقَالَ صَوَابا ذَلِك الْيَوْم الْحق فَمن شَاءَ اتخذ إِلَى ربه مآبا إِنَّا أنذرناكم عذَابا قَرِيبا يَوْم ينظر الْمَرْء مَا قدمت يَدَاهُ وَيَقُول الْكَافِر يَا لَيْتَني كنت تُرَابا
وَقَالَ الْحَارِث بن أَسد المحاسبي فِي موعظة لَهُ أحذرك يَا أخي وَنَفْسِي يَوْمًا إِلَى الله فِيهِ على نَفسه أَلا يتْرك عبدا أمره فِي الدُّنْيَا وَنَهَاهُ حَتَّى يسْأَله عَن عمله كُله دقيقه وجليله سره وعلانيته فَانْظُر بِأَيّ بدن تقف بَين يَدَيْهِ وَبِأَيِّ لِسَان تجيبه فأعد للسؤال جَوَابا وللجواب صَوَابا فتفكر الْآن وَانْظُر بِأَيّ قدم تقف فِي ذَلِك الْمقَام وَبِأَيِّ أذن تسمع ذَلِك الْكَلَام فَمَا شِئْت من قلب يخلع وكبد تصدع ولسان يتلجلج وأحشاء تتموج وَنَفس تُرِيدُ أَن تخرج فَلَا تتْرك أَن تخرج
فَانْظُر مَا أشأم تِلْكَ الأرباح الَّتِي ربحتها وأخسر تِلْكَ الْمُعَامَلَات الَّتِي عاملت بهَا انْظُر كَيفَ ذهبت عَنْك مسراتها وَبقيت حسراتها والشهوات الَّتِي فِي ظلم الْعباد انفدتها كَيفَ ذهب عَنْك الْفَرح بهَا وَبقيت تبعتها وَانْظُر الْآن بكم تَفْتَدِي من ذَلِك الْموقف وبكم تتخلص من ذَلِك السُّؤَال
أَتَقول لَو كَانَ لَك نصف الدُّنْيَا أَكنت تعطيه فِي التَّخَلُّص من ذَلِك الْمقَام أَي لعَمْرو الله وَالدُّنْيَا وأضعافها مَرَّات فَكيف وَلم يحصل لَك من عمرك الا دريهمات يسيرَة أنفقتها فِي أَيَّام يسيرَة وَرُبمَا لم تنفقها ولعلك كنت أَنْت جَامعهَا والمتعب فِيهَا وَكَانَ الْمُنفق لَهَا سواك والمتلذذ بهَا غَيْرك إِمَّا زوج ابْنَتك أَو زَوْجَة

اسم الکتاب : العاقبة في ذكر الموت المؤلف : الأشبيلي، عبد الحق    الجزء : 1  صفحة : 300
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست