responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العاقبة في ذكر الموت المؤلف : الأشبيلي، عبد الحق    الجزء : 1  صفحة : 299
وَذكر التِّرْمِذِيّ من حَدِيث أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ يجاء بِابْن آدم يَوْم الْقِيَامَة كَأَنَّهُ بذج فَيُوقف بَين يَدي الله عز وَجل فَيَقُول الله لَهُ أَعطيتك وخولتك وأنعمت عَلَيْك فَمَاذَا صنعت فَيَقُول يَا رب جمعته وثمرته فتركته أَكثر مَا كَانَ فارجعني آتِك بِهِ فَيَقُول لَهُ أَرِنِي مَا قدمت فَيَقُول يَا رب جمعته وثمرته وَتركته أَكثر مَا كَانَ فارجعني آتِك بِهِ فَإِذا عبد لم يقدم خيرا فيمضى بِهِ إِلَى النَّار
فتفكر أَيهَا الْمِسْكِين فِي نَفسك بَيْنَمَا أَنْت فِي هَذَا الْيَوْم الَّذِي وصف لَك وَفِي هَذَا الْحَال الَّذِي حدثت عَنهُ وَقد جيىء بجهنم كَمَا رُوِيَ فِي الصَّحِيح تقاد بسبعين ألف زِمَام مَعَ كل زِمَام سَبْعُونَ ألف ملك يجرونها حَتَّى تكون بمرأى من الْخلق ومسمع يرَوْنَ لهيبها ويسمعون زفيرها
اذ أَخذ بضبعيك وَقبض على عضديك وَجِيء بك تَتَخَطَّى الرّقاب وتخترق الصُّفُوف وَالْخَلَائِق ينظرُونَ إِلَيْك حَتَّى إِذا وقفت بَين يَدي الله تَعَالَى فَسُئِلت عَن الْقَلِيل وَالْكثير والنقير والقطمير وَلَا تَجِد أحدا يُجَاوب عَنْك بِلَفْظَة وَلَا يعينك بِكَلِمَة وَلَا يرد عَنْك جَوَابا فِي مَسْأَلَة
وَأَنت قد شاهدت من عظم الْأَمر وجلالة الْقدر وهيبة الحضرة مَا أذهب بيانك وأخرس لسَانك وأذهل جنانك وَنظرت يَمِينا وَشمَالًا وَبَين يَديك فَلم تَرَ إِلَّا النَّار وعملك الَّذِي كنت تعْمل وكلمك رب الْعِزَّة جلّ جَلَاله بِغَيْر حجاب يحجبك وَلَا ترجمان يترجم لَك كَمَا جَاءَ فِي الْخَبَر الصَّحِيح وسئلت عَن كل شَيْء كَانَ مِنْك فِي حق نَفسك وَحقّ غَيْرك وَقيل لَك مَالك من أَيْن اكتسبته وَمن أَيْن جمعته وفيم أنفقته فَمَا ظَنك بِنَفْسِك فِي ذَلِك الْيَوْم وَكَيف يكون فزعك وجزعك

اسم الکتاب : العاقبة في ذكر الموت المؤلف : الأشبيلي، عبد الحق    الجزء : 1  صفحة : 299
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست