responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العاقبة في ذكر الموت المؤلف : الأشبيلي، عبد الحق    الجزء : 1  صفحة : 281
فصل طول يَوْم الْقِيَامَة

أعلم رَحِمك الله أَن يَوْم يَوْم الْقِيَامَة لَيْسَ طوله كَمَا عهِدت من طول الْأَيَّام بل هُوَ آلَاف من الأعوام ينْصَرف فِيهِ هَذَا الْأَنَام على الْوُجُوه والأقدام حَتَّى ينفذ فيهم مَا كتب لَهُم وَعَلَيْهِم من الْأَحْكَام وَلَيْسَ يكون خلاصهم دفْعَة وَاحِدَة وَلَا فراغهم فِي مرّة وَاحِدَة بل يتخلصون ويفرغون بفراغ الْيَوْم لَكِن طول ذَلِك الْيَوْم خمسين ألف سنة فيفرغون بفراغ الْيَوْم ويفرغ الْيَوْم بفراغهم
وَلَيْسَ أَيْضا هَذَا الْيَوْم مثل أَيَّام الدُّنْيَا الَّتِي تكون على حكم دوران الْفلك إِذا ذهب اللَّيْل جَاءَ النَّهَار وَإِذا ذهب النَّهَار جَاءَ اللَّيْل حِكْمَة الله الَّتِي حيرت الْعُقُول وأكلت الْأَبْصَار وأخرست الألسن
لَيْسَ هُنَاكَ ليل إِنَّمَا هُوَ وَقت وَاحِد على صفة وَاحِدَة وَهَذَا الَّذِي يُسمى يَوْمًا انما هُوَ مِقْدَار من ذَلِك الْوَقْت يطوله الله عز وَجل مَا شَاءَ ويقصره مَا شَاءَ ويسمي مَا شَاءَ بِمَا شَاءَ
وَذكر مُسلم من حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا من صَاحب ذهب وَلَا فضَّة لَا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقّهَا إِلَّا إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة صفحت لَهُ صَفَائِح من نَار فأحمي عَلَيْهَا فِي نَار جَهَنَّم فيكوى بهَا جنبه وجبينه وظهره كلما بردت أُعِيدَت لَهُم فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره خمسين ألف سنة حَتَّى يقْضِي بَين الْعباد فَيرى سَبيله إِمَّا إِلَى الْجنَّة وَإِمَّا إِلَى النَّار قيل يَا رَسُول الله فالإبل قَالَ وَلَا صَاحب إبل لَا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقّهَا وَمن حَقّهَا حلبها يَوْم وردهَا إِلَّا إِذا

اسم الکتاب : العاقبة في ذكر الموت المؤلف : الأشبيلي، عبد الحق    الجزء : 1  صفحة : 281
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست