responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرسالة القشيرية المؤلف : القشيري، عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 162
سمعت الأستاذ أبا عَلِي الدقاق رحمه اللَّه يَقُول: لما راعى أدب الأكابر فِي حال السماع حفظ اللَّه عَلَيْهِ وقته لبركات الأدب حَتَّى يَقُول أمسكت عَلَى نفسي وجدى، فَإِذَا خلوت أرسلت وجدي فتواجدت، لأنه لا يمكن إرسال الوجد إِذَا شئت بَعْد ذهاب الوقت وغلباته ولكنه لما كَانَ صادقا فِي مراعاة حرمة الشيوخ حفظ اللَّه تَعَالَى عَلَيْهِ وقته حَتَّى أرسل وجده عِنْدَ الخلوة فالتواجد ابتداء الوجد عَلَى الوصف الَّذِي جرى ذكره وبعد هَذَا الوجد، والوجد مَا يصادف قلبك ويرد عليك بلا تعمد وتكلف ولهذا قَالَ المشايخ: الوجد المصادفة، والمواجيد ثمرات الأوراد فَكُل من ازدادت وظائفه ازدادت من اللَّه تَعَالَى لطائفه.
سمعت الأستاذ أبا عَلِي الدقاق رحمه اللَّه يَقُول: الورادات من حيث الأوراد فمن لا ورد لَهُ بظاهره لا وارد لَهُ فِي سرائره، وكل وجد فِيهِ من صاحبه شَيْء فليس بوجد، وكما أَن مَا يتكلفه العبد من معاملات ظاهره يوجب لَهُ حلاوة الطاعات، فَمَا ينازله العبد من أحكام باطنه يوجب لَهُ المواجيد.
فالخلاوات ثمرات المعاملات والمواجيد نتائج المنازلات، وَأَمَّا الوجود فَهُوَ بَعْد الارتقاء عَنِ الوجد ولا يَكُون وجود الحق إلا بَعْد خمود البشرية لأنه لا يَكُون للبشرية بقاء عِنْدَ ظهور سلطان الحقيقة،

اسم الکتاب : الرسالة القشيرية المؤلف : القشيري، عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 162
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست