اسم الکتاب : التوجيه والإرشاد النفسي المؤلف : حامد عبد السلام زهران الجزء : 1 صفحة : 477
وهناك فريق من الباحثين والدارسين والكتاب يرون عدم ضرورة تخصيص مجال من مجالات الإرشاد للفئات الخاصة على أساس أن الكثير من الدراسات والبحوث توضح أنه لا توجد فروق جوهرية بينهم وبين العاديين في جوهر الشخصية، في حالة تساوي الظروف والعوامل، فالعميان مثلا أفراد عاديون لكنهم لا يرون، والصم أفراد عاديون لكنهم لا يسمعون ... وهكذا، والفروق التي توجد إنما هي نتيجة لعوامل بيئية أكثر مما تتعلق بالعاهة أو الإعاقة، مثل الاتجاهات الاجتماعية نحو ذوي الحاجات الخاصة من ذوي العاهات والمعاقين واعتبارهم متخلفين أو عجزة، كذلك فإن هذه الاتجاهات الاجتماعية تؤثر في مفهوم الذات لدى أفراد هذه الفئات مما يؤثر بالتالي في سلوكهم وتوافقهم وصحتهم النفسية "انظر حامد زهران Zahran؛ 1964، 1965، سميرة أبو زيد 1991، مها زحلوق، 1994، عبد المطلب القريطي، 1996".
وعلى كل حال فمهما اختلفت الآراء فإن هناك فروعا من علم النفس تخصصت في "علم نفس الفئات الخاصة" و"سيكولوجية غير العاديين" وهناك فروع من التربية تخصصت في "التربية الخاصة" أو تربية الفئات الخاصة، ومن كل هذه التخصصات يفيد إرشاد الفئات الخاصة أخذا وعطاء "يوسف القريوتي، وعبد العزيز السرطاوي، 1995".
ونحن نجد أن تربية وإرشاد هذه الفئات تختلف الممارسة بخصوصها. فبعض الدول تدمجهم وتعلمهم في المدارس العادية، وبعضها تعلمهم في مدارس خاصة، والبعض تعلمهم في فصول خاصة في إطار المدارس العادية "جاكسون وجونيبر Jackson & Juniper؛ 1971".
وقد خصصت الأمم المتحدة عقدا كاملا للمعوقين "1983-1992" حيث قدرت هيئة الصحة العالمية عدد المعوقين في العالم بما يقرب من 10% من سكان العالم، بينهم 3% من المتخلفين عقليا، ونظرا للمعوقات التي تواجه محاولات حصر المعوقين من خلال التعداد العام للسكان، فإن التقريب هو القاعدة في تحديد حجم مشكلة المعوقين، حتى لنجد أن الأرقام التي تذكر عن النسبة العامة للإعاقات هي بين 5% إلى 15%. والسبب في ذلك هو محاولة ولي الأمر إغفال بيانات الإعاقة خجلا أو أملا في الشفاء، مع صعوبة تحديد بعض الإعاقات بسبب نقص البيانات الدقيقة عن درجة الإبصار أو حدة السمع أو نسبة الذكاء ... إلخ. وفي ضوء هذا، فإن ما يتوافر هو مجرد تقديرات تقدمها دراسات استطلاعية يقدر بعضها عدد المعوقين في مصر بحوالي 5% من عدد السكان "يوسف هاشم إمام، 1998".
ومن الخصائص العامة لمعظم الفئات الخاصة اللجوء إلى السلوك الإنكاري، أي
اسم الکتاب : التوجيه والإرشاد النفسي المؤلف : حامد عبد السلام زهران الجزء : 1 صفحة : 477