اسم الکتاب : التربية الإسلامية أصولها ومنهجها ومعلمها المؤلف : عاطف السيد الجزء : 1 صفحة : 161
يعيش فيه، وعن التغيرات المستمرة التي تحدث فيه، كذا تزويده بقدر من التخصص والمعرفة بالمادة التي سيقوم بتدريسها، وبالأصول التربوية والنفسية التي تحكم التدريس بصفة عامة وتدريس مادته بصفة خاصة.
لقد زادت أهمية معلم التربية الإسلامية في هذا العصر الذي طغت فيه الماديات على الروحانيات، فأصبح مرجعا يستقي منه السلوك السليم، ويعتد بآرائه، ويعتمد عليه في غرس العقيدة الإسلامية في نفوس النشء مشاركا في ذلك بعض المؤسسات التربوية، بالإضافة إلى تنمية القيم الرفيعة والآداب والاتجاهات الإسلامية النبيلة والأخلاق الفاضلة، والجانب الفكري عند تلاميذه، فضلا عن المعلومات الواردة في الدرس. وهذا العبء الثقيل الملقى على عاتق مدرس التربية الإسلامية تدعمه جهود الباحثين في مختلف التخصصات التربوية لرفع كفاءة العملية التعليمية.
وتزداد مسئولية معلم التربية الإسلامية تجاه الطلاب الذين يصلون مرحلة النضوج التي تؤهلهم لفهم جوهر القيمة الأخلاقية. إن الشك والقلق ظاهرتان طبيعيتان في مرحلة الشباب، ويمكن تخفيف تأثيرهما من خلال تنمية إدراك وفهم المراهق وتعريفه بالجوانب الدينية من خلال دروس التربية الإسلامية إذا صاحبها عرض شيق وأسلوب جميل جذاب ومضمون رفيع وأدلة مقنعة.
ينبغي أن يكون المعلم ذا تفكير مرن ومستجيبا للتقدم والتطور العلمي السريع ولروح العصر. وهو مطالب بأن يكون نافذة على مبتكرات ومخترعات العالم الخارجي ونموذجا للفضائل والمثل العليا. إن من المحكمة تعيين مدرس كفء للتربية الإسلامية ذي بصيرة نافذة وفهم واضح لأهداف مهنة التعليم ورضاء تام عن عمله.
وقد سلف القول بأن الواجب الأساسي لمعلم التربية الإسلامية هو إعداد الطالب روحيا وخلقيا لترقية الحياة على الأرض وعمارة الكون وفق
اسم الکتاب : التربية الإسلامية أصولها ومنهجها ومعلمها المؤلف : عاطف السيد الجزء : 1 صفحة : 161