اسم الکتاب : التربية الإسلامية أصولها وتطورها في البلاد العربية المؤلف : مرسي، محمد منير الجزء : 1 صفحة : 117
إليه من عادية غيره".
وتحدث علماء المسلمين منهم ابن خلدون عن تأثير المناخ والظروف البيئية والهواء والحر والبرد على الكائنات الحية، وتأثيرها أيضا على لون بشرة الإنسان ومزاجه وصفاته. ويرى إخوان الصفا أن للبيئة أثرا في اختلاف السنة الناس وألوانهم وطباعهم وآدابهم ومذاهبهم. وكذلك في اختلاف الحيوانات والنباتات والمعادن. كما يرون أن لكل مكان خاصية ليست لآخر. فينبت فيه أنواع معينة من النبات، ويوجد فيه أنواع معينة من المعادن والحيوانات. "محفوظ على عزام: 157" وقد شرح "أبودلف" رحالة القرن العاشر الميلادي في رسالته الثانية[1] عن رحلته في وسط آسيا وما شاهده فيها من أقوام وبلاد وأنهار ونبات وحيوان ومعادن. [1] هذه الرسالة ترجمها مؤلف هذا الكتاب عن الروسية إلى العربية وعلق عليها. وهي من نشر وتحقيق بطرس بولفاكوف، وأنس خالدوف. وناشرها عالم الكتب، القاهرة 1970م.
رفض علماء المسلمين لنظريات التطور الغربية:
كان من الطبيعي أن يرفض علماء المسلمين نظريات التطور التي شاعت في الغرب، والتي سبق أن أشرنا إليها عند "لامارك" و"داروين" و"سبنسر". من هؤلاء العلماء إبراهيم الحوراني في كتابه "مناهج الحكماء في النشوء والارتقاء" و"الحق اليقين في الرد على بطل دارون". ومنهم أبو الأعلى الموردي في كتابه "الإسلام في مواجهة التحديات المعاصرة". ويعتبر جمال الدين الأفغاني من أبرز علماء المسلمين في الرد على نظريات التطور، إن لم يكن أبرزهم على الإطلاق. وقد ضمن رده في رسالته الصغيرة الحجم العظيمة القدر المعنونة باسم "الرد على الدهريين". وفي رده على "داروين" يقول: لو عرضت على دارون الحيوانات المختلفة البنى، والصور والقوى والخواص وهي تعيش في منطقة واحدة، ماذا تكون حجته في علة اختلافها؟ وإن قيل لداروين هذه أسماك بحيرة "أورال" وبحر "كسين" مع تشاركها في المأكل والمشرب
اسم الکتاب : التربية الإسلامية أصولها وتطورها في البلاد العربية المؤلف : مرسي، محمد منير الجزء : 1 صفحة : 117