responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التذكرة في الوعظ المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 106
سُبْحَانَ من كتب الْمَوْت على من تَحت عَرْشه سبحانة من تفرد بالوجود الأزلي والبقاء السرمدي دون خلقه سُبْحَانَ من سَاوَى بَين الْبَريَّة فِي وُرُود حِيَاض الْمنية فَلَا الْقوي يعتصم مِنْهَا بقوته وَلَا الْعَزِيز يرْتَفع عَنْهَا بعزته قَضَاء وَفضل سبقت بِهِ إِلَّا إلاهيته والأقدار وَحكم عدل حكم بِهِ من كل شَيْء عِنْده بِمِقْدَار فَمن سخط فَلهُ السخط وَمن رَضِي فَلهُ الرِّضَا لِأَن الْقَدِير إِذا طلب أدْرك وَإِذا حكم أمضى سكرة الْمَوْت لَا تحيا إِلَّا بِالْحَقِّ وَالرِّضَا بِالْحَقِّ وَاجِب على جَمِيع الْخلق إِن لملك الْمُلُوك قدرَة دائرتها مُحِيطَة لَا يخرج عَنْهَا دودوح من سكان البسيطة فَالْحَمْد لله على رَحمته فِيمَا من بِهِ من الْحَيَاة وعَلى حكمته فِيمَا حكم بِهِ من الْمَمَات وَالْحَمْد لله الَّذِي يحيينا بعد الْوَفَاة ويجمعنا بعد الشتات إِن عاملنا بِمَا نحبه فَمن خَزَائِن الرَّحْمَة وَالْفضل وَإِن فعل بِنَا مَا نكرهه فَمن بَاب الْحِكْمَة وَالْعدْل فشكره وَاجِب علينا إِذا ذكرنَا بفضله وَالرِّضَا عَنهُ لَازم لنا إِذا عاملنا بعدله وكل ذَلِك مِمَّا سطرته أقلامه وشرعته أَحْكَامه تقدس الَّذِي صنع فأتقن وَلم يكن لَهُ فِي صَنعته مشير وَخلق فَأحْسن وَلم يكن لَهُ على خلقه ظهير تبَارك الَّذِي بِيَدِهِ الْملك وَهُوَ على كل شَيْء قدير الَّذِي خلق الْمَوْت والحياة ليَبْلُوكُمْ أَيّكُم أحسن عملا وهوالعزيز الغفور أما بلوى الْحَيَاة فَإِن راميها يصلح لكسب الْخَيْر وَالشَّر فكاسب الْخَيْر صابر على مصير أَهله وكاسب الشَّرّ سيجزى على فعله بِمثلِهِ

اسم الکتاب : التذكرة في الوعظ المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 106
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست