responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التبصرة المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 377
وَالثَّانِي: أَنَّ أَحَدَ الْحَوَارِيِّينَ جَاءَ إِلَى مَدِينَةِ أَصْحَابِ الْكَهْفِ فَلَقِيَهُ هَؤُلاءِ الْفِتْيَةُ فَآمَنُوا بِهِ فطلبوا فهروا إِلَى الْكَهْفِ. قَالَهُ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ.
وَالثَّالِثُ: أَنَّهُمْ كَانُوا أَبْنَاءَ عُظَمَاءِ الْمَدِينَةِ وَأَشْرَافِهِمْ , فَخَرَجُوا وَاجْتَمَعُوا وَرَاءَ الْمَدِينَةِ عَلَى غَيْرِ مِيعَادٍ , فَقَالَ كَبِيرُهُمْ: إِنِّي لأَجِدُ فِي نَفْسِي شَيْئًا مَا أَظُنُّ أَحَدًا يَجِدُهُ. قَالُوا: مَا هُوَ؟
قَالَ: إن ربي رب السموات والأرض. فتوافقوا قد خلوا الْكَهْفَ فَنَامُوا. قَالَهُ مُجَاهِدٌ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَضَرَبْنَا على آذانهم} الْمَعْنَى أَنَمْنَاهُمْ {ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ} أَيْ لِيَعْلَمَ خَلْقُنَا. وَأَرَادَ بِالْحِزْبَيْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْكَافِرِينَ وَكَانَ قَدْ وَقَعَ بَيْنَهُمْ تَنَازُعٌ فِي مُدَّةِ لبثهم. ومعنى قاموا: خَلَوْا.
وَكَانَتِ الشَّمْسُ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كهفهم وإذا غربت تقرضهم أَيْ تَعْدِلُ عَنْهُمْ. وَفِي سَبَبِ ذَلِكَ قَوْلانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّ كَهْفَهُمْ كَانَ بِإِزَاءِ بَنَاتِ نَعْشٍ. قَالَهُ الْجُمْهُورُ.
وَالثَّانِي: أَنَّ ذَلِكَ كَانَ آيَةً. قاله الزجاج. والفجوة: المتسع.
{وتحسبهم أيقاظا} لأَنَّ أَعْيُنَهْمُ كَانَتْ مُفَتَّحَةً وَهُمْ نِيَامٌ لِئَلا تَذُوبَ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَانُوا يُقَلَّبُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّتَيْنِ , سِتَّةَ أَشْهُرٍ عَلَى هَذَا الْجَنْبِ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ عَلَى هَذَا الْجَنْبِ. وَقَالَ مجاهد: بقوا على شق واحد ثلاثمائة عام , ثم قلبوا تسع سنين. والوصيد: الْفِنَاءِ وَالْبَابِ.
{لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فرارا} لأَنَّهُمْ طَالَتْ شُعُورُهُمْ وَأَظْفَارُهُمْ جِدًّا. قَالَ وَهْبٌ: خَرَجَ الْمَلِكُ وَأَصْحَابُهُ فِي طَلَبِهِمْ فَوَجَدُوهُمْ نِيَامًا , فَكَانُوا كُلَّمَا أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَدْخُلَ أَخَذَهُ الرُّعْبُ , فَقَالَ قَائِلٌ لِلْمَلِكِ: أَلَيْسَ أَرَدْتَ قَتْلَهُمْ؟ قَالَ: بَلَى قَالَ: فَابْنِ عَلَيْهِمْ بَابَ الْكَهْفِ حَتَّى يَمُوتُوا جُوعًا وَعَطَشًا. فَفَعَلَ.

اسم الکتاب : التبصرة المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 377
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست