اسم الکتاب : البكاء في الكتاب والسنة المؤلف : رقية المحارب الجزء : 1 صفحة : 23
ومن مهيجات البكاء خشية من الله عز وجل أن يذكر المرء أن له ذنبا فيخاف أن يلقاه به، ثم لا يغفره ربه بل يؤاخذه به، أو أن يلقى ربه على مالا يريد من الإيمان والإخلاص والاتباع، ومن ذلك ما أخرجه مسلم عن جابر بن عبد الله قال: (لبس النبي - صلى الله عليه وسلم - يوما قباء من ديباج [1] أهدي له ثم أوشك أن نزعه فأرسل به إلى عمر بن الخطاب فقيل له قد أوشك ما نزعته يا رسول الله فقال نهاني عنه جبريل فجاءه عمر يبكي فقال يا رسول الله كرهت أمرا وأعطيتنيه فما لي قال إني لم أعطكه لتلبسه إنما أعطيتكه تبيعه فباعه بألفي درهم) [2] فعمر رضي الله عنه خشي أن يكون فاعلا ما كره رسول الله صلى الله عليه أن يفعله فيتعرض لمقت الله وعقابه.
وقد يهيج البكاء ذكر النار وما فيها من عذاب كما روت عائشة رضي الله عنها: (أنها ذكرت النار فبكت فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما يبكيك قالت ذكرت النار فبكيت فهل تذكرون أهليكم يوم القيامة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أما في ثلاثة مواطن فلا يذكر أحد أحدا عند الميزان حتى يعلم أيخف ميزانه أو يثقل وعند الكتاب حين يقال ((هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ)) [3] حتى يعلم أين يقع كتابه أفي يمينه أم في شماله أم من وراء ظهره وعند الصراط إذا وضع بين ظهري جهنم) (4) [1] القباء: ثوب يلبس فوق الثياب، والديباج: نوع نفيس من الحرير [2] باب تحريم استعمال إناء الذهب والفضة 3/1644،، والنسائي في الكبره باب الزينة رقم 5208،، وأحمد 3/383 [3] الحاقة آية 19
(4) أخرجه أبو داود كتاب السنة باب في ذكر الميزان 4/240،، والحاكم في 4كتاب الأهوال باب بشارة النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين 4/ 578وقال:" المستدرك على الصحيحين ج4/ص622
هذا حديث صحيح إسناده على شرط الشيخين لولا إرسال فيه بين الحسن وعائشة على أنه قد صحت الروايات أن الحسن كان يدخل وهو صبي منزل عائشة رضي الله عنها وأم سلمة" ووافقه الذهبي
اسم الکتاب : البكاء في الكتاب والسنة المؤلف : رقية المحارب الجزء : 1 صفحة : 23