اسم الکتاب : البكاء في الكتاب والسنة المؤلف : رقية المحارب الجزء : 1 صفحة : 22
وقد كان صلى الله عليه وسلم يرى ما لا يرى الناس كما يعلم ما لا يعلمون، ولذا فإنه يعظ أصحابه ويحذرهم مخالفة أمره لأن في المخالفة هلاكهم وتعرضهم لسخط مولاهم كما أخبر بذلك أنس رض الله عنه قال: (قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فلما قضي الصلاة أقبل علينا بوجهه فقال أيها الناس إني إمامكم فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود ولا بالقيام ولا بالانصراف فإني أراكم أمامي ومن خلفي ثم قال والذي نفس محمد بيده لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا قالوا وما رأيت يا رسول الله قال رأيت الجنة والنار) (1)
ولخشية رسول الله صلى الله عليه وسلم من ربه تعالى وإشفاقه من لقائه كان دائم مراقبته والتذكير به، فلا يمر حدث إلا ويثير قلقه، إما على نفسه وإما على أمته، وإما عليهما جميعا فعن البراء قال: (كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في جنازة فجلس على شفير القبر فبكى حتى بل الثرى ثم قال يا إخواني لمثل هذا فأعدوا) (2)
(1) أخرجه مسلم في الصلاة باب تحريم سبق الإمام 1/320 رقم 646،، وأبو نعيم في المستخرج على صحيح مسلم 2/50،، وابن خزيمة في باب التغليظ في مبادرة المأموم الإمام برفع الرأس 3/47،،107،، والبيهقي باب من كبر تكبيرة واحدة للافتتاح 2/91،، وأبو يعلى 7/41،، 48
(2) أخرجه ابن ماجة في باب الحزن والبكاء 2/1403،، ورجاله ثقات غير محمد بن مالك هو الجوزجاني مولى البراء قال فيه ابن حجر "صدوق يخطي كثيرا" التقريب 504،، ذكره ابن حبان في الثقات وذكره في الضعفاء وقال: يخطي كثيرا لا يحتج به إذا انفرد 9/375
اسم الکتاب : البكاء في الكتاب والسنة المؤلف : رقية المحارب الجزء : 1 صفحة : 22