اسم الکتاب : البركة في الرزق والأسباب الجالبة لها في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : السوالمة، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 276
ومما تجدر الإشارة إليه هنا هو أن الدعاء للمتصدق وباذل المال له أهمية كبيرة في حصول النماء والبركة، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو لمن يدفع الزكاة، أو الصدقات ويأمر عماله بأن يدعوا لمن يبذل المال كذلك، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة.
فقد قال عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه قوم بصدقتهم، قال: "اللهم صلِّ عليهم". فأتاه أبي أبو أوفى بصدقته فقال: "اللهم صلِّ على آل أبي أوفى" [1]. يريد هنا الدعاء له. ويقول أحيانًا: "اللهم بارك فيه وفي إبله" [2] إذا كانت الصدقة إبلاً، وهكذا.
وأما صلة الرحم: فقد أمر الله تعالى بصلة الأرحام وهي الإحسان إلى الأقارب في المقال والأفعال وبذل الأموال، وأكد على ذلك الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وبين أن في صلة الأرحام خيرات كثيرات، من زيادة في العمر، وفي الرزق، والذكر الجميل، والدرجات الرفيعة في الآخرة بفضل الله تعالى ومنِّه وكرمه. ودليل ذلك قوله تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ، أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} [3].
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عند البخاري[4] ومسلم5 [1] انظر: صحيح البخاري، كتاب الزكاة، باب صلاة الإمام ودعائه لصاحب الصدقة (3/286) . وصحيح مسلم، كتاب الزكاة، باب الدعاء لمن أتى بصدقته (2/756-757) . [2] سنن النسائي، كتاب الزكاة، باب الجمع بين المتفرق (5/30) . [3] سورة محمد: الآيتان رقم (22-23) . [4] الصحيح، كتاب التفسير باب (وتقطعوا أرحامكم) (8/579) ، وكتاب الأدب، باب من وصل وصله الله (10/417) ، وكتاب التوحيد، باب قول الله تعالى (يريدون أن يبدلوا كلام الله) (13/465) .
5 الصحيح، كتاب البر والصلة والآداب، باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها (4/1981) .
اسم الکتاب : البركة في الرزق والأسباب الجالبة لها في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : السوالمة، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 276