اسم الکتاب : البركة في الرزق والأسباب الجالبة لها في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : السوالمة، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 275
الله عبدًا بعفو إلا عزًا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله". قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
قلت: هذا لفظ مسلم، والترمذي والدارمي، ولفظ أحمد بنحوه.
معنى "ما نقصت صدقة من مال" أي ما نقصت صدقة مالاً، أو بعض مال، أو شيئًا من مال، بل تزيد أضعاف ما يعطي منه بأن ينجبر بالبركة الخفية وذلك بدفع المضرات، أو بالعطية الجلية، أو بالمثوبة العلية[1].
وحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا عند كل من البخاري[2]، ومسلم[3] وغيرهما: "مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جُبتان، (وفي لفظ جُنتان) من حديد من ثُدَيِّهما إلى تراقيهما، فأما المنفق فلا ينفق إلا سبغت - أو وفرت - على جلده حتى تخفي بنانه، وتعفو أثره، وأما البخيل فلا يريد أن ينفق شيئًا إلا لزقت كل حلقه مكانها، فهو يوسِّعها ولا تتسع". هذا لفظ البخاري، وهو عند مسلم بنحوه.
فبين الحديث أن المنفق يستره الله تعالى بنفقته ويستر عوراته في الدنيا والآخرة، وينمي ماله بالصدقة والإنفاق، كستر هذه الجبة وضفائها على لابسها، وأما البخيل فهو كمن لبس جبة إلى ثدييه فقط فيبقى مكشوفًا بادي العورة مفتضحًا في الدنيا والآخرة وذلك بمحق ماله في الدنيا وحسناته في الآخرة[4]. [1] انظر: تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي (6/177) . [2] الصحيح، كتاب الزكاة، باب مثل المتصدق والبخيل (3/305) ، وكتاب الجهاد، باب ما قيل في درع النبي - صلى الله عليه وسلم - (6/99) ، وكتاب الطلاق، باب الإشارة في الطلاق (9/437) ، وكتاب اللباس، باب جيب القميص (10/267) . [3] الصحيح، كتاب الزكاة، باب مثل المنفق والبخيل (2/708-709) . [4] شرح صحيح مسلم (7/109) بتصرف.
اسم الکتاب : البركة في الرزق والأسباب الجالبة لها في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : السوالمة، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 275