اسم الکتاب : الأذكار - ط ابن حزم المؤلف : النووي، أبو زكريا الجزء : 1 صفحة : 425
366- فصل [السلام عند مفارقة المجلس] :
1300- إذا كان جالساً مع قوم، ثم قام لُيفارقهم، فالسنّة أن يُسلِّم عليهم.
1301- فقد رَوَيْنَا في "سنن أبي داود" [رقم: 5208] ، والترمذي [رقم: 2706] ، وغيرهما، بالأسانيد الجيدة؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا انْتَهَى أحَدُكُمْ إلى المَجْلِسِ فليُسلم، فإذَا أَرَادَ أنْ يَقُومَ فليُسلم، فَلَيْسَتِ الأُولى بأحَقّ مِنَ الآخِرَةِ"، قال الترمذي: حديثٌ حسنٌ.
1302- قلتُ: ظاهرُ هذا الحديث أنه يجبُ على الجماعةِ ردُ السلام على هذا الذي سلَّم عليهم وفارقهم. وقد قال الإِمامان: القاضي حسين، وصاحبه أبو سعد المتولّي: جرتْ عادةُ بعض الناس بالسلام عند مفارقة القوم، وذلك دعاءٌ يُستحب جوابهُ، ولا يجب؛ لأن التحية إنما تكون عند اللقاء لا عند الانصراف. وهذا كلامُهما، وقد أنكرهُ الإمامُ أبو بكرٍ الشاشي الأخيرُ من أصحابنا، وقال: هذا فاسدٌ؛ لأن السَّلامَ سنةٌ عند الانصراف، كما هو سنّة عند الجلوس، وفيه هذا الحديث، وهذا الذي قاله الشاشي هو الصواب.
365- فصل [السلام عند الدخول إلى البيت] :
1299- ويستحبّ إذا دخلَ بيتَه أن يُسلِّم، وإن لم يكن فيه أحدٌ، وليقُل: السلامُ علينا وعلى عِبادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ. وقد قدمنا في أول الكتاب بيان ما يقولهُ إذا دخل بيتهُ [برقم: 135] وكذا إذا دخل مسجداً، أو بيتاً لغيره ليس فيه أحدٌ، يستحبُ أن يُسلِّم وأن يقول: السلامُ عَلَيْنا وَعلى عِبادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، السلامُ عَلَيْكُمْ أهْلَ البَيْتِ ورحمةُ اللَّهِ وبركاتهُ.
اسم الکتاب : الأذكار - ط ابن حزم المؤلف : النووي، أبو زكريا الجزء : 1 صفحة : 425