اسم الکتاب : الأذكار - ط ابن حزم المؤلف : النووي، أبو زكريا الجزء : 1 صفحة : 262
بابُ ما يقولُه بعد تَغميضِ الميّت:
752- روينا في "صحيح مسلم" [رقم: 920] ، عن أُمّ سلمة، واسمها هند، رضي الله عنها، قالت: دخلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وقد شَقَّ بصرُه، فأغمضَه، ثم قال: "إن الرُّوحَ إذَا قُبِضَ تَبعَهُ البَصَرُ"، فَضجّ ناسٌ من أهلِه، فقال: "لا تَدْعُوا على أنْفُسكُمْ إِلاَّ بِخَيْرٍ، فإنَّ المَلائِكَةَ يُؤمِّنُونَ على ما تَقُولُونَ" ثم قال: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأَبِي سَلَمَة، وَارْفَعْ درجتهُ في المَهْدِيَّينَ، وَاخْلُفْهُ في عَقِبِهِ في الغَابِرِينَ، وَاغْفِرْ لَنا
750- وروينا في "صحيح مسلم" [رقم: 916] ، و"سنن أبي داود" [رقم: 117] والترمذي [رقم: 976] ، والنسائي [رقم: 1826] وغيرها؛ عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنهُ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَقِّنُوا مَوْتاكُمْ: لا إِلهَ إِلاَّ الله"، قال الترمذي: هذا حديثٌ حسن صحيحٌ.
ورويناه في "صحيح مسلم" [رقم: 917] أيضاً، من رواية أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
751- قال العلماءُ: فإن لم يقل هو: "لا إِله إِلاَّ الله" لقَّنَهُ مَنْ حضرَه، ويلقنه برفقٍ مخافةَ أن يضجرَ فيردها، وإذا قالها مرّة لا يُعيدها عليه إلا أن يتكلم بكلامٍ آخر. قال أصحابُنا: ويستحبّ أن يكون الملقن غير متّهم[1]، لئلا يُحرج الميتَ، ويتهمهُ.
واعلم أن جماعة من أصحابنا قالوا: نُلَقِّنُ، ونقولُ: لا إِله إلاَّ الله محمدٌ رسولُ الله. واقتصر الجمهور على قول: لا إِله إِلاَّ الله؛ وقد بسطتُ ذلك بدلائله وبيان قائليه في كتاب الجنائز من "شرح المهذب" [5/ 101] . [1] في نسخة: "وارث متهم".
اسم الکتاب : الأذكار - ط ابن حزم المؤلف : النووي، أبو زكريا الجزء : 1 صفحة : 262