responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأذكار - ط ابن حزم المؤلف : النووي، أبو زكريا    الجزء : 1  صفحة : 230
659- قال العلماءُ: تستحبّ الاستخارة بالصلاة والدعاء المذكور، وتكون الصلاة ركعتين من النافلة، والظاهر أنها تحصل بركعتين من السنن الرواتب، وبتحية المسجد وغيرها من النوافل[1]؛ ويقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة [سورة] {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ،وفي الثانية [سورة] {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [2] ولو تعذرت عليه الصلاة استخار بالدعاء.

[1] قال الحافظ زين الدين العراقي في "شرح سنن الترمذي": هكذا أطلق النووي حصولها من غير تقييد بكونه ينوي بتلك الركعتين الاستخارة بعدها "أم لا"، وفيه نظرٌ؛ لأنه صلى الله عليه وسلم إنما أمرهُ بذلك بعد حُصول الهم بالأمر، فإذا صلى راتبةً أو تحيةَ المسجد، ثم هم بأمر بعد الصلاة أو في أثناء الصلاة، فالظاهر أنه لا يحصلُ بذلك الإتيانُ بالصلاةِ المسنونة عند الاستخارة، "نعم إن كان هم بالأمر قبل الشروع في السنة الراتبة أو تحية المسجد، ثم صلاها من غير نية الاستخارة"، وبدا لهُ بعد الصلاة الإتيان بدُعاء الاستخارة، فالظاهر حصول ذلك، وقد يُقالُ: إن لم ينو بالركعتين الاستخارة بعدها لم يحصل سنتها بذلك، فإن نواهما معًا: التحية والاستخارة حصلتا؛ لأن التحية تحصلُ بشغل التبعية ولو بفريضة.
وإن نوى بالراتبة سنة الصلاة وسنة الاستخارة فيحتمل حصولهما، ويحتمل ألا يحصلا "للتنزيل، ويحتمل أن يحصل" له ما قوي الحاملُ عليه في الإتيان شك من نية الصلاة أو الاستخارة.
[2] قال العراقي: سبقه إلى ذلك الغزالي كما ذكره في "الإحياء"، ولم أجد في شيء من طرق أحاديث الاستخارة تعيين ما يقرأ فيهما، ولكنه مناسبٌ؛ لأنهما حوتا الإخلاص فيناسب الإتيان بهما في صلاةٍ المرادُ منها إخلاصُ الرغبة وصدق التفويض وإظهار العجز بالتبري من العلم والقدرة والحول والقوة.
وإن قرأ بعد الفاتحة ما يُناسبُ الاستخارة فحسنٌ؛ كقولة تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ} الآية [القصص: 68] ، وقوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} الآية [الأحزاب: 36] .
وقال الحافظ ابن حجر: قرأت في كتاب جمعه الحافظ أبو المحاسن عبد الرزاق الطبسي فيما يقرأ في الصلوات؛ أن الإمام أبا عثمان [إسماعيل بن عبد الرحمن] الصابوني ذكر في أماليه، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه زين العابدين؛ أنه كان يقرأ في ركعتي الاستخارة بصورة الرحمن وسورة الحشر. قال الصابوني: وأنا أقرأ فيهما: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} في الأولى؛ لأن فيها: {وَنُيَسِرُكَ لِلْيُسْرَى} ، وفي الثانية: =
اسم الکتاب : الأذكار - ط ابن حزم المؤلف : النووي، أبو زكريا    الجزء : 1  صفحة : 230
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست