اسم الکتاب : الأذكار - ط ابن حزم المؤلف : النووي، أبو زكريا الجزء : 1 صفحة : 128
329- وروينا في "صحيح مسلم" [رقم: 482] ، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "أقْرَبُ ما يَكُونُ العَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ ساجدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاء". [وسيرد برقم: 335] .
330- وروينا في "صحيح مسلم" [رقم: 443] ، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أيضاً، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول في سجوده: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي كُلَّهُ، دِقَّهُ وَجِلَّهُ، وأوّلَهُ وآخِرَهُ، وَعَلانِيَتَهُ وَسِرَّه".
"دِقه وجِلّه"، بكسر أولهما، ومعناه: قليله وكثيره.
331- واعلم أنه يُستحبّ أن يجمع في سجوده جميع ما ذكرناه، فإن لم يتمكن منه في وقت أتى به في أوقات، كما قدّمناه في الأبواب السابقة [رقم: 305 و316] ، وإذا اقتصر يقتصر على التسبيح مع قليل من الدعاء، ويُقدِّمُ التسبيحَ، وحكمه ما ذكرناهُ في أذكار الركوع من كراهة قراءة القرآن فيه [رقم: 307] ، وباقي الفروع [راجع الفصل رقم: 80 وما بعده] .
86- فصل [في أيهما أفضل: القيام أم السجود؟] :
332- اختلف العلماء في السجود في الصلاة والقيام، أيُّهما أفضل؟ فمذهب الشافعي ومن وافقه القيام أفضل.
333- لقول النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح في "صحيح مسلم" [رقم: 756] : "أفْضَلُ الصَّلاةِ طُولُ القنوت".
ومعناه: القيام.
334- ولأن ذكر القيام هو القرآن، وذكر السجود هو التسبيح، والقرآن أفضل، فكان ما طَوَّلَ به أفضل.
335- وذهب بعض العلماء إلى أن السجود أفضل، لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتقدّم [برقم: 329] : "أقرب ما يكون العَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وهو ساجدًا".
اسم الکتاب : الأذكار - ط ابن حزم المؤلف : النووي، أبو زكريا الجزء : 1 صفحة : 128