اسم الکتاب : الأذكار - ت الأرنؤوط المؤلف : النووي، أبو زكريا الجزء : 1 صفحة : 261
قَالَ: جِبْرِيلُ، قيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قالَ: مُحَمَّدٌ، ثُمَّ صَعِدَ بي إلى السَّماءِ الثَّانِيَةِ والثَّالِثَةِ وَسائِرِهنَّ، وَيُقالُ في بابِ كُلِّ سمَاءٍ: مَنْ هَذَا؟ فَيَقُولُ: جبْرِيلُ ".
745 - وروينا في " صحيحيهما " في حديثَ أبي موسى لما جلسَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على بئر البستان [1] وجاء أبو بكر فاستأذن، فقال: مَنْ؟ قال: أبو بكر، ثم جاء عمر فاستأذن، فقال: مَن: قال عمر، ثم عثمان كذلك.
746 - وروينا في " صحيحيهما " أيضاً عن جابر رضي الله عنه قال: " أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فدققتُ البابَ، فقال: مَنْ ذَا؟ فَقلتُ: أنا، فقال: أنَا أنَا؟ كأنه كرهها ".
فصل:
ولا بأس أن يصف نفسه بما يعرف إذا لم يعرفه المخاطب بغيره، وإن كان
فيه صورة تبجيل له، بأن يكنّي نفسه، أو يقول: أنا المفتي فلان، أو القاضي، أو الشيخ فلان، أو ما أشبه ذلك.
747 - روينا في " صحيحي البخاري ومسلم " عن أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها، واسمها فاختة على المشهور، وقيل: فاطمة، وقيل هند، قالت: " أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو يغتسل وفاطمةُ تستُره فقال: " مَنْ هَذِهِ؟ فقلتُ: أنا أم هانئ ".
748 - وروينا في " صحيحيهما " عن أبي ذرّ رضي الله عنه، واسمه جُندب، وقيل: بُرَيْرٌ بضمّ الباء تصغير برّ، قال: خرجتُ ليلةً من الليالي فإذا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يمشي وحدَه، فجعلتُ أمشي في ظلّ القمر، فالتفتَ فرآني فقال: " مَنْ هَذَا؟ " فقلت: أبو ذرّ ".
749 - وروينا في " صحيح مسلم " عن أبي قتادة الحارث بن رِبعي رضي الله عنه في حديث الميضأة المشتمل على معجزات كثيرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى جمل من فنون العلم، قال فيه أبو قتادة: " فرفعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم رأسه فقال: مَنْ هَذَا؟ قلت: أبو قتادة ".
قلت: ونظائر هذا كثيرة، وسببه الحاجة، وعدم إرادة الافتخار.
750 - ويقرب من هذا ما رويناه في " صحيح مسلم " عن أبي هريرة رصي الله عنه - واسمه عبد الرحمن بن صخر على الأصحّ - قال: قلتُ: يا رسولَ الله ادعُ الله أن يهديَ [1] سمى نفسه لأنه معروفا، ولم يعرف من الملائكة من اسمه جبريل سواه، ولم يقل: أنا لئلا يلتبس بغيره.
(2) وهي بئر أريس بوزن جليس، بئر بقباء، وكان أبو موسى حافظ الباب في ذلك الوقت كما في الصحيح، فلما جاء كلٌّ من الصلاص، استأذن لهم، فأذن لهم، والشاهد من الاستدلال أن كلاً منهم لما استأذن، فقيل له: مَن هذا؟ ذكر اسمَه بالصريح.
(*)
اسم الکتاب : الأذكار - ت الأرنؤوط المؤلف : النووي، أبو زكريا الجزء : 1 صفحة : 261