responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأدب الصغير والأدب الكبير المؤلف : ابن المقفع    الجزء : 1  صفحة : 26
بماذا يستطاع السلطان:
لا يستطاع السلطان إلا بالوزراء والأعوان، ولا ينفع الوزراء إلا بالمودة والنصيحة، ولا المودة إلا مع الرأي والعفاف[1].
وأعمال السلطان كثيرة, وقليل ما تستجمع الخصال المحمودة عند أحد، وإنما الوجه في ذلك, والسبيل الذي به يستقيم العمل, أن يكون صاحب السلطان عالِمًا بأمور من يريد الاستعانة به, وما عند كل رجل من الرأي والغناء، وما فيه من العيوب.
فإذا استقر ذلك عنده عن علمه وعلم من يأتمن, وجَّه لكل عمل من قد عرف أن عنده من الرأي والنجدة[2] والأمانة ما يحتاج إليه فيه، وأن ما فيه من العيوب لا يضر بذلك، ويتحفظ من أن يوجه أحدًا وجهًا لا يحتاج فيه إلى مروءة، إن كانت عنده، ولا يأمن عيوبه, وما يكره منه.
ثم على الملوك، بعد ذلك، تعاهد عمالهم, وتفقد أمورهم، حتى لا يخفى عليهم إحسان محسن, ولا إساءة مسيء.
ثم عليهم، بعد ذلك، أن لا يتركوا محسنًا بغير جزاء, ولا يقروا مسيئًا ولا عاجزًا على الإساءة والعجز؛ فإنهم إن تركوا ذلك، تهاون المحسن، واجترأ المسيء، وفسد الأمر، وضاع العمل.

[1] أراد العفاف عن أموال الرعية، وأعراضها.
[2] النجدة: الشجاعة، الشدة والبأس.
اسم الکتاب : الأدب الصغير والأدب الكبير المؤلف : ابن المقفع    الجزء : 1  صفحة : 26
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست