اسم الکتاب : أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع المؤلف : النحلاوي، عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 51
وفي حياة أفراده وتعاملهم وعلاقتهم، استقام كل إنسان ولم حدوده، فلا ظلم ولا استعلاء، ولا غمط ولا استغلال، ولا ذل ولا استعباد، ولا تفريق بين الطبقات، الكل تحت لواء الله، والله أكبر من أن يرضى لعباده الظلم.
4- والعبادات المستمرة في جماعة واحدة، تحت لواء عقيدة واحدة، حيث الجميع يناجون ربا واحدا، ثم إذا فرغوا تعارفوا وتناصحوا وتشاوروا، قبل أن ينفضوا من اجتماعهم.
كل ذلك يعلم المسلمين الحياة الشورية، القائمة على التعاون، والمساواة، والعدل؛ المساواة أمام القانون؛ لأنهم متساوون من حيث المبدأ أمام الله الذي أنزل القانون والتشريع، كما أن العبادة تربيهم على العدالة في المعاملة بإعطاء كل ذي حق حقه، وحقه في المجتمع هو العمل اللائق به وبمهاراته وقدراته، وتقواه وصلاحه، سواء كان ينتسب لهذه الاسرة أو تلك.
5- العبادة في الإسلام تربي عند المسلم قدرا من الفضائل الثابتة المطلقة[1]، لا تقف عند حدود الأرض، أو القوم والمصلحة القومية، أو الحزب الحاكم، ولكنها تعم التعامل مع البشرية جمعاء، فالمسلم هو المسلم بأخلاقه وإنسانيته، أتى سار, وحيثما حل؛ لأن ربه واحد يراقبه حيثما كان.
أما البريطاني مثلا، فإنه قد لا يسرق، ولا يكذب، ولا يغش، ولا يقتل، ولا يغتصب، ولكن ذلك كله، يكون منه في حدود بريطانيا، وفي مصلحة القومية البريطانية، أما إذا انتقل خارج الحدود البريطانية، خارج الوثن الذي ربي على عبادته، وقامت تربيته على أساسه، فهما هنا تفجؤك منه أخلاق لم تعهدها منه: الأنانية اليغيضة والجشع، والغش والخداع، وربما قتل الناس ونهب أموالهم وخيراتهم بالمليارات:
قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر ... وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر..!
وفي هذا خير مثل على الفارق الحاسم بين منهج التربية الإسلامية، ومناهج التربية غير الإسلامية. [1] محمد قطب: منهج التربية الإسلامية 39-40.
اسم الکتاب : أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع المؤلف : النحلاوي، عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 51