اسم الکتاب : أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع المؤلف : النحلاوي، عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 49
العبودية لله وحده، وتلقي التعليم والأوامر من الله وحده في أمر الدنيا، والآخرة كله.
{لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ} [الأنفال: 8/ 63] .
{قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام: 6/ 162-163] .
وما هذه اللحظات والدقائق، وبعض الساعات أو الأيام، التي تشغلها العبادات في حياة المسلم، إلا تذكيرًا بهذه الصلة الدائمة بالله، وترويضًا للنفس على الخضوع الدائم لأوامر الله، فالمسلم يستيقظ لذكر الله، عند الفجر، وينام بأمر الله، بعد صلاة العشاء، ويأكل ما أباحه الله، ويمسك عن الطعام عندما يمنعه الله عن الطعام، ويعطي من المال ما توجبه عليه شريعة الله، ويتمتع بالمال كما يسمح له الله، ويأتي شهوته من حيث أمره الله، ويمتنع عن الشهوات الدنيئة الضارة التي حمانا منها الله، فإذا خرج من بيته ذكر الله بدعاء خاص، وإذا دخله ذكر الله بدعاء آخر، وإذا نام ذكر الله، وغذا رزق مولودًا ذكر الله، وإذا دخل السوق للكسب ذكر الله، إلخ..
الأثر التربوي للعبادة:
1- العبادات في الإسلام تعلمنا الوعي الفكري الدائم، فما من عبادة يقبلها الله إلا إذا اتصفت بشرطين:
أ- إخلاص النية والطاعة لله.
ب- والإتيان بالطاعة على الشكل والأسلوب الذي سنه رسول الله، ثم الاستمرار على هذين الشرطين حتى تنتهي العبادة أي:
1- الاستمرار في الخضوع لله والتفكير بعظمته، والشعور بالانقياد له.
2- والاستمرار في وعي الإنسان لعبادته، وتمشيها مع الشريعة والتعاليم الشرعية بشكها وموضوعها، وما دامت كل أعمال المسلم عبادات
اسم الکتاب : أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع المؤلف : النحلاوي، عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 49