اسم الکتاب : أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع المؤلف : النحلاوي، عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 48
الأسس التعبدية:
تمهيد في معنى العبادة:
لكل نظام فكري يراد له البقاء، رياضات وأساليب سلوكية، تغلب عليها في هذا العصر الصفة الجماعية، وتكون عادة مصحوبة بهتافات، وجهود وحركات جسمية منظمة، ويؤدونها جماعات جماعات، كل جماعة بحسب عمرها وثقافتها، ومكانتها، وذلك ليواكبوا بين انطباعات الإنسان النفسية والفكرية، وبين طاقاته الجسمية، اعترافا منهم بأن الكائن البشري وحده لا تتجزأ، بجسمه وعقله وروحه.
بيد أن الإسلام قد سبق إلى هذا الاعتبار، وأوجد تكاملًا تربويا لم يتوصل إليه أن نظام من هذه الأنظمة.
فبينما تبدو رياضات اليوم، وتجمعات الناس نوعا من العبث وإضاعة الوقت، ليس بينها وبين الفكر السليم، والمنطق، والفطرة النفسية رابط حقيقي متين كـ: {الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ} [الأعراف: 7/ 51] .
تظهر لنا العبادات والنسك الإسلامية، أعمالا تعبدية، ورياضيات روحية، عميقة الجذور، ترتبط بمعان سامية، تنبع من فطرة النفس، وبذكريات عظيمة هزت التاريخ، وتقوم بتنظيم حياة المسلم اليومية "بالصلاة"، وحياته الغذائية السنوية "بالصوم"، وحياة المجتمع المسلم الاقتصادية المتكافلة "بالزكاة"، كما تقوم بتنظيم وإحياء وحده المجتمع الإسلامي الكبير، والروابط والمشاعر الاجتماعية للأمة الإسلامية كله في شتى أصقاع الأرض "بالحج".
ولكن السر في هذه العبادات، يكمن في أنها كلها ترتبط بمعنى واحد، هو الذي وحد نوازع الإنسان كلها، وهو الذي ألف بين جميع أفراد المجتمع المسلم، إنه
اسم الکتاب : أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع المؤلف : النحلاوي، عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 48