اسم الکتاب : أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع المؤلف : النحلاوي، عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 207
فالطفل لا بد له من قدوة في أسرته، ووالديه لكي يتشرب منذ طفولته المبادئ الإسلامية، وينهج على نهجها الرفيع.
والتلميذ في المدرسة لا بد له من قدوة يراها في كل معلم من معلميه، أو مدرس من مدرسيه، ليقتنع حقا بما يتعلمه، وليرى فعلا أن ما يطلب منه من السلوك المثالي أمر واقعي ممكن التطبيق، وأن السعادة الحقيقية الواقعية لا تكون إلا في تطبيقه.
فلا بد للأب والمعلم -وكلاهما مرب- من التحلي بأفضل الأخلاق يستلهمانها من القرآن، ومن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، ويصبران على تطبيقها والتحلي بها.
ب- وقد جعل الإسلام القدوة الدائمة لجميع المربين شخصية الرسول، قدوة متجددة على الأجيال، متجددة في واقع الناس "كلما قرآنا أخباره ازددنا حبا له واقتداء به".
والإسلام لا يعرض هذه القدوة للإعجاب السالب، والتأمل التجريدي في سبحات الخيال.
إنه يعرضها عليهم ليحققوها في ذوات أنفسهم: كل بقدر ما يستطيع أن يقتبس، وكل بقدر ما يصبر على الصعود.
وهكذا تظل القدوة في الإسلام، شاخصة ماثلة للعيان تتدفق حيويتها، ولا تتحول إلى خيال مجرد تهيم في حبه الأرواح، دون تأثير واقعي؛ ولعل الحكمة في ذلك ما أودعه إله في طبيعة النفس الإنسانية من استعداد للمحاكاة.
3- الأسس النفسية لاتخاذ القدوة: التقليد:
إن حاجة الناس إلى القدوة نابعة من غريزة تكمن في نفوس البشر أجمع هي التقليد، وهي رغبة ملحة تدفع الطفل والضعيف، والمرءوس إلى محاكاة سلوك الرجل والقوي والرئيس، كما تدفع غريزة الانقياد في القطيع جميع أفراده إلى اتباع قائده، واقتفاء أثره.
ولكن التقليد الغريزي في القطيع، أحد أنواع التقليد، ويرتقي التقليد بارتقاء المجتمع، حتى يبلغ في التربية الإسلامية ذروته من الوعي، والسمو والهدف النبيل، ويتضح لنا ذلك إذا عرفنا عناصر التقليد وأسسه.
اسم الکتاب : أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع المؤلف : النحلاوي، عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 207