اسم الکتاب : أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع المؤلف : النحلاوي، عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 143
ح- وأن يكون دارسا لنفسية الطلاب في المرحلة التي يدرسها، حتى يعاملهم على قدر عقولهم واستعداداتهم النفسية، عملًا بقول علي بن أبي طالب: "خاطبوا الناس بما يعلمون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله؟ ".
وهذا يحصل بدراسة مراحل الطفولة في علم نفس الطفل، أو علم النفس التكويني أو التربوي.
ط- أن يكون واعيا للمؤثرات والاتجاهات العالمية، وما تتركه في نفوس الجيل، من أثر على معتقداتهم، وأساليب تفكيرهم، فاهمًا لمشكلات الحياة المعاصرة، وعلاج الإسلام لها، مرنا كيسا، يستمع لكل اعتراضات الطلاب واستفساراتهم وشكوكهم، فيتتبع أسبابها ويعالجها بحكمة وروية.
والمعلم لا يكفيه أن يعرف الخبر فيدعو إليه، بل لا بد له أن يطلع على ما يبيته دعاة الشر، والكفر من الكيد لهذه الأمة المؤمنة، وللعاملين على تحقيق أهداف التربية الإسلامية؛ لأنه يتعامل مع نفوس غضة معرضة للتأثر بالفتن، والأهواء والتيارات السائدة في هذا العصر، وهي تيارات غير مؤمنة، ولا مبنية على شيء من الإيمان بالله.
وعلاج هذه المشكلات، والتيارات مبسوط في كتب الثقافة الإسلامية، وفي الدراسات الحديثة، للإسلام، كدراسات سيد قطب، وأبي الأعلى المودودي، ومحمد قطب، وأبي الحسن الندوي وغيرهم.
وقد تنبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه التيارات، فذكر أن أمته ستفترق بضعا وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، وأنها ستتبع اليهود والنصارى:
$"لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا حجر ضب لدخلتموه"، وإنما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك ليحذرنا مما سيقع لمعظم الناس.
وأشار القرآن إلى ذلك في فاتحة الكتاب التي يقرؤها المسلم كل يوم بضع عشر مرة: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 1/ 7] ، وقد أجمع المفسرون على أن المراد بالمغضوب عليهم اليهود، والمراد بالضالين النصارى.
وفي هذا المعنى ألف شيخ الإسلام ابن تيمية كتابه: "اقتضاء الصراط المستقيم، مخالفة أصحاب الجحيم".
ي- أن يكون عادلا بين طلابه لا يميل إلى أي فئة منهم، ولا يفضل أحدا على أحد إلا بالحق، وبما يستحق كل طالب حسب عمله ومواهبه، فقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو قدوة المعلمين بالعدل، قال تعالى مخاطبا نبيه: {وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ} [الشورى: 42/ 15] ، وقال سبحانه: {وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المائدة: 5/ 8] .
اسم الکتاب : أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع المؤلف : النحلاوي، عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 143