اسم الکتاب : أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع المؤلف : النحلاوي، عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 142
الرسل بأن يكونوا ربانيين بتحقيق دراسة الكتاب وتعليمه، فقال: {وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ} [آل عمران: 3/ 79] .
وأن يكون على نصيب وافر من المعرفة بالعلم الذي يدرسه، من علوم إسلامية شرعية، أو تاريخ أو جغرافيا أو لغة، أو علوم كونية طبيعية أو علوم رياضية؛ لأن تعليم العلم وتبسيطه للناشئين لا يأتي إلا بعد هضمه، والتعمق في فهمه.
ولأن كثرة الأخطاء العلمية عند المعلم تقلل من ثقة الطلاب بمدرسهم، وتؤدي إلى استهتارهم به، وبما يدعوهم إليه من الفهم، والإتقان العلمي والحفظ والتطبيق، وقد يؤدي ذلك إلى شك الطلاب بما يعلمهم إياه، فلا يستفيدون منه شيئًا.
فيجب على المدس أو المعلم المسلم أن يكون على سعة من العلم، وقوة في الحافظة وعمق في الفهم، حتى يكسب احترام طلابه، وثقتهم به وحتى يفيدهم الفائدة المرجوة.
و أن يكون مفتنا في تنويع أساليب التعليم، مفتنا لتلك الأساليب، عارفا بالأسلوب الذي يصلح لكل موقف من مواقف التدريس ومواده.
فلا يكفي الإتقان العلمي؛ لأنه ما كل عالم يستطيع تبسيط معلوماته، ونقلها إلى عقول الناشئين، فذلك يحتاج إلى خبرة خاصة ومران، وحسن تدريب واتباع أساليب مدونة في كتب أصول التدريس، والتربية وعلم النفس التعليمي.
على أن التربية الإسلامية أساليب مستقاة من القرآن، ومن تعليم الرسول لأصحابه سنبسطها فيما بعد هذا الفصل إن شاء الله.
ز- أن يكون قادرًا على الضبط والسيطرة على الطلاب، حازما، يضع الأمور في مواضعها، ويلبس لكل حالة لبوسها فلا يشتد حيث ينبغي التساهل، ولا يتساهل حيث تجب الشدة، وهذه من صفات القائد، ولا غرو، فهو قائد الفصل، به يقتدي الطلاب وبأمره يأتمرون.
وأن يكون محبوبا من الطلاب رحيما بهم من غير تفريط، حريصًا على مصلحتهم، يسامحهم أحيانا دون أن يترك لهم مجالا للشطط والتراخي.
وأن يكون عارفا بأساليب العبث، والشغب عند بعض الطلاب، فلا تفوته، متنبها لكل حركات الطلاب ومقاصدهم.
اسم الکتاب : أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع المؤلف : النحلاوي، عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 142